A écrit un ouvrage intitulé "De hominis dignitate" ("De la dignité de l'homme") en 1486.

يعد السؤال الفلسفي الأخلاقي المعهود، الذي يبحث في الإنسان من حيث طبيعة أخلاقه، هل أصل أخلاقه وبذرة طبعه وفطرته خير أم شر، أم يحتمل كلا الأمرين، سؤالا مهما، بحثه الفلاسفة والعلماء من قبل، بين قائل بالحيادية، وقائل بالخير أو الشر. كانت هناك عقيدة ترى أن الإنسان عبد لقوى مسيطرة هي قوى الشر، وأن الخير يقف عاجزا أمامها، وعقيدة أخرى ترى أن الوجود صراع دائم بين الخير والشر، وهي معركة دائمة لا تنتهي؛ فقالوا بالحيادية، وعقيدة ثالثة ترى أن الخير هو أصل طبائع البشر وفطرتهم. وبعد التحقيق والنظر الدقيق، وجدت أن القول بالأسباب -أي سبب يعزى إليه الخير أو الشر- هو في حقيقة الأمر قول رابع لا يدخل ضمن العقائد السابقة، فهو لا يتخذ موقفا إيجابيا أو سلبيا أو محايدا لطبيعة البشر وفطرتهم، بل يتجاوز السؤال الذي يبحث في أصل طبائع البشر؛ لا يرى وجود أصل لطبائع البشر وأخلاقه أصلا. فهم - من المفترض- أن يرفضون السؤال من جملته. والفرق بين هذا القول -الرابع- والعقيدة الثانية -وهي الحيادية-، أو القول بأن الإنسان يولد كصفحة بيضاء: هو أن أصحاب النظرة الحيادية يقرون بأن هناك أصلا للإنسان في الخيرية أو الشرية، بينما أصحاب الصفحة البيضاء قد يؤمنون بوجود أصل للإنسان لكنهم يرون الحيادية، وربما لا يؤمنون بوجود أصل للإنسان ويرجعون الخير والشر إلى الأسباب البيئية والاجتماعية وغيرها، لا إلى أصل فطرة الإنسان. ويرى الدكتور التيجاني محمد الأمين، صاحب المقطع المشاهد، أن البيئة هي التي تحدد خيرية الإنسان من عدمها، ولم يتطرق إلى تفاصيل هذه النظرة التي قد تقول بالتساوي في أصل طبع الإنسان بين الخير والشر -النظرة الحيادية- أو تقول بأنه ليس هناك أصل لطبائع البشر بين الخير والشر، واقتصر على عزو المسألة على سبب واحد، تمثل في البيئة والتربية. ومثل الدكتور في موضع آخر في الدقيقة:34 بالسيارة التي تعتمد على مدى محافظتك لها، وهذا التمثيل يرجع إلى أن الأصل هو الخير والشر معا -النظرة الحيادية-، وذكر في موضع ثالث في الدقيقة: 45 أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق خلقهم على الخير، وهذه هي النظرة القائلة بأن الأصل هو الخير، وكل قول من هذه الأقوال مختلف عن الآخر. وعلى كل حال، ربما قصد الدكتور أن الإنسان يولد على الخيرية، لكن البيئة هي التي تنمي هذا الخير أو تبدله بالشر. ومما يعترض على النظرة التي ترى أن التربية هي التي تحدد طبع الإنسان أن هناك من يخرج من رحم البيئة الصالحة وهو شرير فاسد الطبع، كابن سيدنا نوح عليه السلام، الذي نشأ في بيئة نبي أرسل من عند الله التي يعلم أنها من أفضل البيئات على الإطلاق، ويرد الدكتور على هذا الاعتراض قائلا: هذا من الشواذ، والشاذ لا حكم له، ومثل على ذلك بالشواذ باللغة. وفي نظري، أن الإنسان مفطورعلى المعاني الحسنة ومعرفة الفضيلة، كحسن العدل والإحسان والخير والبر، ومفطور على قبح المعاني السيئة، كقبح القتل والنهب والاغتصاب، وربما انتكست هذه الفطرة لأسباب كثيرة، منها: التربية والأصدقاء وتجارب الحياة السيئة وغيرها. يقول الله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}، هذه هي الفطرة التي ولد عليها الإنسان. لكنه بعد أن يولد، تتنازعه الشهوات، وتفتك به المحرمات، فتصبح نفسه للسوء أقرب {إنه كان ظلوما جهولا}، وهو مع ذلك على أصل فطرته من معرفة معاني الحسن والقبح ما لم تنتكس فطرته، فلا سبيل للنجاة سوى تزكية النفس الأمارة بالسوء {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}.

غير متوفر بشكل نصي