الخطيب: الشيخ حسن رضائي المكان: مأتم الإمام علي - قرية الدير الليلة: ليلة الرابع من محرم 1446 تلخيص: علي حسن عبدالله المقدمة كان الحديث عن الحرب الناعمة في عصر الإمام الحسين ع و كيف كان الإمام يواجه هذه الحرب و هو الإصلاح الثقافي و الفكري, ومن الأمور التي كان يقوم بها أعداء الإسلام و أهل البيت أن خلافة يزيد أمر من السماء و قضاء من القضاء وهي ما أمنت ليزيد الخلافة و الإمارة قبل أن تأتيه بسنوات حتى إذا جاء يزيد لا يستطيع أحد أن يعترض على حكمه و هذه هي الحرب الناعمة .. و ما إن جاء الحسين و اعترض على يزيد اعتبروه معترضاً على أمر الله و هذه الفكرة موجودة عند اليهود فهم يقولون بأنهم شعب الله المختار و احباب الله و خلافتهم من الله و لذلك يفعلون ما يشاؤون من جرائم في العالم الإسلامي فـ الله ولاهم على العالم .. و خلف هذه الفكرة تأتي عدة شبهات الشبهة الأولى: كان بنو أمية يقولون بأن الله لو لم يكن راضٍ عن خلافتنا لم يمهلنا و يجعلنا نستمر في الحكم, فقال معاوية (لو لم يرني الله أهلا لهذا الامر ما تركني وإياه، ولو كره الله تعالى ما نحن فيه لغيره) و هذه الشبهة انتشرت للجهل الموجود آنذاك الرد على الشبهة الجواب النقضي: إذا كان إمهال الله للظالمين يعني رضاه عنهم إذن كان راضٍ عن فرعون الجواب الحلّي: نحن في دار الدنيا دار امتحان و ابتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) فيستطيع الإنسان أن يكون فرعون و ظالم و الله هيأ لنا هذه الدنيا للامتحان ليتبيّن (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الشبهة الثانية: يقول بنو أمية بأننا في حربنا مع علي في صفين انتصرنا, و في مواجهة الحسن بن علي انتصرنا, وفي حربنا مع الحسين انتصرنا .. فالله ينصر الحق على الباطل و إن كان لكم الحق لما نصرنا عليكم, إذن نحن على الحق و علي و الحسن و الحسين على الباطل و نحن أولياء الله, و بهذا الشكل يهيئون الخلافة ليزيد الرد على الشبهة أن يكون الحق مقترناً بالغلبة و الباطل بالهزيمة هي فكرة موجودة في المسيحية و استُخدِمت في الحروب الصليبية, وهي فكرة خاطئة فليس معنى انتصاري بمعركة أني على الحق و العكس, ففي معركة أحد انهزم المسلمون و معهم النبي فهل كان النبي على الباطل؟ فليس هناك ربط بين الحق و الانتصار فالانتصار يحتاج لتوفير شروط النصر الإلهي بتمامه .. ففي معركة صفين أمر الإمام علي جيشه باستمرار القتال لكن بعضاً منهم أتوه بالسيوف و قالوا أجب القوم الى كتاب الله و إلا قتلناك, فحين لم تتوحد كلمتهم لم تتوفر شروط النصر فانهزموا و الإمام الحسين حارب هذه الفكرة التي تقول بأن تولية يزيد قضاء من الله و خليفته حين خرج للثورة عليه و قال مثلي لا يبايع مثله, بيّن للجميع أن يزيد ليس خليفة لله ولو كان كذلك لما خرج عليه, فبيّن أسباب خروجه عليه (شارب للخمر, فاسق, قاتل للنفس المحترمة) و بعد مقتل الحسين لازالت هذه الفكرة موجودة و هذا النص يبيّن ترويجهم لهذه الشبهة (وأدخل عيال الحسين عليه السلام على ابن زياد، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها إماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب، فأعاد ثانية وثالثة يسأل عنها، فقال له بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله، فأقبل عليها ابن زياد وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وطهرنا من الرجس تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله. فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟ قالت: كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده)