يا للعجب من أمر إلياس المالكي، في جهله يتباهى، والكون له ساري. ليس للأفلاك شأنٌ إذا حضر، فالكون في غبائه يبدو صاغرًا منكسر. عالمه مليء بالأوهام والأخطاء، يرى الحقيقة سرابًا والأحلام كسجناء. يتحدث بالجهل، في كل مجلس وخطاب، وحين يصمت، تحسب الصمت جوابًا حُجّاب. يا إلياس، يا من غباءه فاق الحدود، في عينيك ضبابٌ، وفي عقلك السدود. لو جُمعت عقول الحمقى في وادٍ سحيق، لما بلغوا من غبائك مقدارًا دقيق. أفكاره تائهة بين الخيال والوهم، يظن نفسه حكيمًا، لكن بلا فهم. لو أن النجوم تهبط إلى الأرض اعترافًا، لما أدرك إلياس معنى الانحراف. الكون بأسره لا يساوي في غباءه شيئًا، فهو البحر، والكون أمامه محيط هزيلا. يغرق في بحر الجهل، ويظن نفسه يعوم، وفي قاع الوهم يظل دائمًا يقوم. يا للعجب من أمر إلياس المالكي، غباؤه فاق التصور، في كل زاوية وعبر. لو كان للغباء تاج، لكان هو الملك، وفي مملكته، لا شيء سوى الحلك. هكذا هو إلياس، قصة بلا نهاية، في غبائه، يجد الكون له غاية. ويبقى الكون يتساءل في حيرة،