أشققت عن قلبه؟! خليك عبد والتهي بحالك، ولا تجعل نفسك الأمارة بالسوء شريكة مع الله، فهو الذي يحكم على القلوب وليست نفسك.

أخي الكريم، قصر فهمك لا يجعلها هرتقات، ولكن اعتراضك دون طلب الفهم والعلم يجعل منك قليل عقل متسرع، وهذا ليس أمر الله لنا، بل أمرنا بأن (وقل رب زدني علما) وأن (لا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)، فتعلم ثم تكلم واعترض، حتى لا تقع في حفرة (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) ولا حفرة ( قال هذا فراق بيني وبينك).

كل من كان قريبا من الملك له حرمة من حرمته، وهيبة من هيبته، فتعظيمك له تعظيم لنعمة الله التي فيه، أي تعظيم لله. كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا آل بيتي لحبي. فكله بدياته لله ونهايته إلى الله. والإنسان عبد، يولد عبدا ضعيفا عاجزا، يستره الله ويلبسه ويغذيه، ويرزقه ويعطيه، حتى ينتهي عمره فيأخذ روحه عبداّ له، فهو عبد في جميع أحواله مغلوب على أمره لا يستطيع على شيء دون مدد مالكه، ولكن الفرق بين من عرف هذه العبودية وأقر بها، فهو العاقل والناجي، وهو الذي وضع الأمور في أماكنها، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى، وأعرض عن حقيقته في العبودية، وصار عبدا لنفسه وهواها، وشيطانه وغوايته، فهذا كالأنعام بل هم أضل سبيلا، لأن الحيوان يعرف قدره وحجمه، أما هذا يظن أنه يستطيع أن يخرق الجبال طولا..