حقيقة اعجبتني معالجة الشيخ لموضوع ان تغسيل الامام هي احدى علامات الامامة ى ليست من مقوماتها فإن حصلت فهي دلالة يستدل بها في حال عدم وجود مانع. ليت الشيخ انهى بحثه بهذه المعالجة الممتاز الموفقة، لكن يبدو ان الشيخ استدرك ذلك و اجاز ان يكون هناك تدخل غيبي و هذه مفارقة منه، و أنا استدلاله برد الامام الرضا على الواقفة فهو و ان ثبت سندا هذا الحديث فمعالجة الشيخ المتقدمة ترفع الالتباس و هو ان الامام الرضا يجيبهم من باب الفكرة التي حاججوه بها على فرض صحة سند الرواية. لأنه قد ثبت قطعا تاريخيا ان الامام السجاد لم يجهز ابيه على غير ما هو جارٍ فيما ينقله الخطباء ليلة الثالث عشر. هذا و قد اجاد الشيخ عباس الموسى من علماء الاحساء من خلال بحث مطول منصف ان فكرة الامام لا يغسله الا امام انما هي فكرة احدثها الواقفة ليخرجوا عن امامة الامام الرضا، و معالجة سماحة الشيخ فوزي ممتازة لرفع التضارب بين الروايات المنقولة و الاحداث القطعية لولا استداركه الاخير. و شخصيا من خلال بحثي المعمق في مسألة الإمامة و انقسام الشيعة حولها و خروج طوائف اخرى كالزيدية و الاسماعيلية و بني الحسن و غيرهم، ارى ان اهم علامة للإمامة هي العلم و ذلك لأن الإئمة الاثني عشر عندهم علم من نوع خاص لم يحظى به اي احد من ذرية الحسين فضلا عن الحسن. لا يمكن ان يكون علمهم اكتسابيا و انما هو على درجة اعلى من ذلك و دون درجة الوحي، و الدليل هو صدور نصوص عنهم تنبأ بأمور لا يقدر شخص عادي التكلم بها كالاخبار عن حياة الانبياء السابقين مثلا او بعض الامور الغيبية و المستقبلية او بعض النوادر و المرويات الغريبة او ما شابه مما تتطلب شرحا و تفسيرا . نعم نصوصهم ليست وحيا و لكنها ايضا ليس كلاما اجتهاديا و عاديا و لو يسع المقام لذكرت بعضا من هذه الروايات الصحيحة عنهم و التي تنيأ بعلم استثنائي لم يختص به احد غيرهم.