Рет қаралды 1,689
Lien ancienne chaîne : / farmarocofficiel
.... أيها الناس، إنّ الله أنعَمَ عليكُم بدين الإسلام، فبعُروته الوُثقى تمسَّكوا، وأسعدَكم بمُحمد عليه السلام، فسبيلَ ملته اسلكوا - اسلكوا سبيل الرسول المستقيم، وانهجوا نهج دينه القويم، الذي طالما دعا إليه، وبذل الجهود في الدلالة عليه، مستصغرا في سبيل نشره كل أذية، وكل سبة فدية.
لقد دعا إليه أعواما محتسبا صابرا، وأوضح تعاليمه ليالي وأياما حامدا شاكرا، تحفه في كل مواقفه العناية الإلهية، وتقويه في كل مراحله العزيمة الاخلاصية، حتى طلع قمر الإيمان فأبذر، وخبا الشرك فأدبر، وظهر دين الله وأزهر، وأنبلج الحق واشتهر، وزهق تمويه الباطل ودحر. فتح عينا عمياء، وأسمع أذنا صماء.
أنقذ الناس من جاهلية جهلاء، وحروب شعواء.
وما فتئ صلى الله عليه وسلم، معطيا مثل الإنسانية الكاملة، والأخلاق الفاضلة، سائرا نحو هدفه الأسمى، لا يصده صاد كيفما كانت قوته، ولا يرده راد كيفما كانت شدته، إلى أن توفي والإيمان منتشر الأعلام، والدين ممتثل الأحكام، والحق باسقة فروعه، والصدق عامرة ربوعه، والعدل مفتوحة أبوابه.
وتركنا في أمة جعلت الإسلام في قلوبها وعقولها وعزائمها، فأخلصت لله الشهادة، وعبدته حق العبادة، وقرأت القرآن تبصرا، وتلته تدبرا، واقتطفت ثمار الحكمة من أشجاره، ورياحين المعرفة من أزهاره، وجعلته رائدها في المهمات، ومفزعها في الملمات، ومصباحها في الظلمات، وصارت في كل حال وحادث ملم على تعاليم المنقذ الأعظم صلى الله عليه وسلم، شعارنا الصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، والعدل في الأحكام، وخدمة الصالح العالم، رائدها الدعوة إلى ضروب الإصلاح، وأسباب الفوز والنجاح، وإنقاذ الإنسانية من مخالب الغواية العاتية.
أمة، وما أعظمها من أمة!
يتراحم أبناؤها ويتعاطفون، للضعفاء يساعدون، ولحال البؤساء يرقون، عن الضرر يتباعدون، وعلى الخير يتكتلون، وأمام الحق يخضعون، نبذوا أغراضهم، وبذلوا في المصالح أموالهم، واتقوا في كل الأحوال ربهم. وان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.»