Рет қаралды 6,346
/ @ibn_arabi -- www.ibnalarabi....
---
(الباب السادس) في معرفة بدء الخلق الروحاني
(بسم الله الرحمن الرحيم) ومن هو أول موجود فيه ومم وجد وفيم وجد وعلى أي مثال وجد ولم وجد وما غايته ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر
انظر إلى هذا الوجود المحكم *** ووجودنا مثل الرداء المعلم
وانظر إلى خلفائه في ملكهم *** من مفصح طلق اللسان وأعجم
ما منهمو أحد يحب إلهه *** إلا ويمزجه بحب الدرهم
فيقال هذا عبد معرفة وذا *** عبد الجنان وذا عبيد جهنم
إلا القليل من القليل فإنهم *** سكرى به من غير حس توهم
فهموا عبيد الله لا يدري بهم *** أحد سواه لا عبيد المنعم
فأفادهم لما أراد رجوعهم *** لقصورهم من كل علم مبهم
علم المقدم في البسائط وحده *** وأساسه ذو عنه لم يتصرم
وحقيقة الظرف الذي سترته عن *** أمثاله ومثاله لم يكتم
والعلم بالسبب الذي وجدت له *** عين العوالم في الطراز الأقدم
ونهاية الأمر الذي لا غاية *** تدري له فيه العظيم الأعظم
وعلوم أفلاك الوجود كبيره *** وصغيره إلا على الذي لم يذمم
هذي علوم من تحقق كشفها *** يهدي القلوب إلى السبيل الأقوم
فالحمد لله الذي أنا جامع *** لعلومها ولعلم ما لم يعلم
[إيجاز البيان بضرب من الإجمال]
إيجاز البيان بضرب من الإجمال بدء الخلق الهباء وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية ولا أين يحصرها لعدم التحيز ومم وجد وجد من الحقيقة المعلومة التي لا تتصف بالوجود ولا بالعدم وفيم وجد في الهباء وعلى أي مثال وجد الصورة المعلومة في نفس الحق ولم وجد لإظهار الحقائق الإلهية وما غايته التخليص من المزجة فيعرف كل عالم حظه من منشئه من غير امتزاج فغايته إظهار حقائقه ومعرفة أفلاك الأكبر من العالم وهو ما عدا الإنسان في اصطلاح الجماعة والعالم الأصغر يعني الإنسان روح العالم وعلته وسببه وأفلاكه مقاماته وحركاته وتفصيل طبقاته فهذا جميع ما يتضمنه هذا الباب
[الإنسان عالم صغير]
فكما إن الإنسان عالم صغير من طريق الجسم كذلك هو أيضا حقير من طريق الحدوث وصح له التأله لأنه خليفة الله في العالم والعالم مسخر له مألوه كما إن الإنسان مألوه لله تعالى واعلم أن أكمل نشأة الإنسان إنما هي في الدنيا وأما الآخرة فكل إنسان من الفرقتين على النصف في الحال لا في العلم فإن كل فرقة عالمة بنقيض حالها فليس الإنسان إلا المؤمن والكافر معا سعادة وشقاء نعيم وعذاب منعم ومعذب ولهذا معرفة الدنيا أتم وتجلى الآخرة أعلى فافهم وحل هذا القفل ولنا رمز لمن تفطن وهو لفظه بشيع شنيع ومعناه بديع
روح الوجود الكبير *** هذا الوجود الصغير
لولاه ما قال إني *** أنا الكبير القدير
لا يحجبنك حدوثي *** ولا الفناء والنشور
فإنني إن تأملتني *** المحيط الكبير
فللقديم بذاتي *** وللجديد ظهور
والله فرد قديم *** لا يعتريه قصور
والكون خلق جديد *** في قبضتيه أسير
فجاء من هذا إني *** أنا الوجود الحقير
وإن كل وجود *** على وجودي يدور
فلا كليلي ليل *** ولا كنوري نور
فمن يقل في عبد *** أنا العبيد الفقير
أو قال إني وجود *** أنا الوجود الخبير
فصحني ملكا تجدني *** أو سوقة ما تجور
فيا جهولا بقدري *** أنت العليم البصير
بلغ وجودي عني *** والقول صدق وزور
وقل لقومك إني *** أنا الرحيم الغفور
وقل بأن عذابي *** هو العذاب المبير
وقل بأني ضعيف *** لا أستطيع أسير
فكيف ينعم شخص *** على يدي أو يبور
بسط الباب وبيانه ومن الله التأييد والعون [المعلومات الوجودية الأربعة]
اعلموا أن المعلومات أربعة الحق تعالى وهو الموصوف بالوجود المطلق لأنه سبحانه ليس معلولا لشيء ولا علة بل هو موجود بذاته والعلم به عبارة عن العلم بوجوده ووجوده ليس غير ذاته مع أنه غير معلوم الذات لكن يعلم ما ينسب إليه من الصفات أعني صفات المعاني وهي صفات الكمال وأما العلم بحقيقة الذات
فممنوع لا تعلم بدليل ولا ببرهان عقلي ولا يأخذها حد فإنه سبحانه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء فكيف يعرف من يشبه الأشياء من لا يشبهه شيء ولا يشبهه شيئا فمعرفتك به إنما هي إنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ويُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وقد ورد المنع من الشرع في التفكر في ذات الله
[حقيقة الحقائق]
(و معلوم ثان) وهو الحقيقة الكلية التي هي للحق وللعالم لا تتصف بالوجود ولا بالعدم ولا بالحدوث ولا بالقدم هي في القديم إذا وصف بها قديمة وفي المحدث إذا وصف بها محدثة لا تعلم المعلومات قديمها وحديثها حتى تعلم هذه الحقيقة ولا توجد هذه الحقيقة حتى توجد الأشياء الموصوفة بها فإن وجد شيء عن غير عدم متقدم كوجود الحق وصفاته قيل فيها موجود قديم لإنصاف الحق بها وإن وجد شيء عن عدم كوجود ما سوى الله وهو المحدث الموجود بغيره قيل فيها محدثة وهي في كل موجود بحقيقتها فإنها لا تقبل التجزي فما فيها كل ولا بعض ولا يتوصل إلى معرفتها مجردة عن الصورة بدليل ولا ببرهان فمن هذه الحقيقة وجد العالم بوساطة الحق تعالى وليست بموجودة فيكون الحق قد أوجدنا من موجود قديم فيثبت لنا القدم وكذلك لتعلم أيضا أن هذه الحقيقة لا تتصف بالتقدم على العالم ولا العالم بالتأخر عنها ولكنها أصل الموجودات عموما وهي أصل الجوهر وفلك الحياة والحق المخلوق به وغير ذلك وهي الفلك المحيط المعقول فإن قلت إنها العالم صدقت أو إنها ليست العالم صدقت أو إنها الحق أو ليست الحق صدقت تقبل هذا كله وتتعدد بتعدد أشخاص العالم وتتنزه بتنزيه الحق وإن أردت مثالها حتى يقرب إلى فهمك فانظر في العودية في الخشبة والكرسي والمحبرة والمنبر والتابوت وكذلك التربيع وأمثاله في الأشكال في كل مربع مثلا من بيت وتابوت وورقة والتربيع والعودية بحقيقتها في كل شخص من هذه الأشخاص وكذلك الألوان بياض الثوب والجوهر والكاغذ والدقيق والدهان من غير أن تتصف البياضية المعقولة في الثوب بأنها جزء منها فيه بل حقيقتها ظهرت في الثوب ظهورها في الكاغذ وكذلك العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر وجميع الأشياء كلها فقد بينت لك هذا المعلوم وقد بسطنا القول فيه كثيرا في كتابنا الموسوم بإنشاء الجداول والدوائر ....