صاحبُ الزمان من جهةٍ هو الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ وهوَ الله ولكن من جهةٍ أخرى هو عبدُ الله

صاحبُ الزمان من جهةٍ هو الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ وهوَ الله ولكن من جهةٍ أخرى هو عبدُ الله - الشيخ الغزّي
• صاحبُ الزمان من جهةٍ ه...
عندنا الذَّاتُ الإلهيَّةُ الَّتي خلقت الحقيقة الـمُحَمَّديَّة؛ إنَّهُ الأوَّلُ بلا أوليَّةٍ، والآخِرُ بلا آخريةٍ، إنَّهُ قبل الأشياء وبعد الأشياء ومع الأشياء، داخلٌ في الأشياء لا كشيءٍ في شيء، من غيرِ ملامسة، قريبٌ في بُعدهِ، بعيدٌ في قربهِ، الأوَّلُ الَّذي لا أوليَّة له، والآخرُ الَّذي لا آخرية له.
وعندنا الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ؛ الكلمةُ الأولى الَّتي صدر منها كُلُّ شيءٍ مِمَّا هو من دونها من بعدها.
وعندنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد في عالمِ الشهادةِ والطبيعة؛ إمامُ زماننا (أَيْنَ وَجهُ اللهِ الَّذِي إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء).
ما يتجلَّى في الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّةِ هو اللهُ من جهةٍ من الجهات، من حيثيةٍ من حيثُ هو يريد، ومن جهةِ الحقيقة الـمُحَمَّديَّةِ ما هو الله، لأنَّها هي الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ المخلوقةُ الَّتي هي غيرُ الله، وكذا صاحبُ الزمان الآن، صاحبُ الزمان من جهةٍ هو الحقيقةُ الـمُحَمَّديَّةُ، وهوَ الله، ولكن من جهةٍ أخرى هو عبدهُ هو عبدُ الله، هذا هو الَّذي يريدُ أن يقولهُ هذا الدعاء: (لَا فَرقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُك)، لا فرقَ بَينَكُ وَبَيْنَهَا من حيثُ هو يريد هو الَّذي أراد ذلك.
الدعاءُ هكذا يريدُ أن يقول: (لَا فَرقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا - بين مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد وبين الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّة، وبين الحقيقةِ الـمُحَمَّديَّةِ وبينَ الله، وبينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وبين اللهَ - إِلَّا أَنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُك)، هذهِ كلماتٌ من ذهب..
أَسْأَلُكَ بِمَا نَطَقَ فِيْهِم مِن مَشِيَّتِك فَجَعَلتَهُم مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِك - هذهِ ظهورات، مقامات، تجليات - فَجَعَلْتَهُم مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِك وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِكَ وَآيَاتِك وَمَقَامَاتِك الَّتِي لَا تَعْطِيلَ لَهَا فِي كُلِّ مَكَان، يَعْرِفُكَ بِهَا مَن عَرَفَك، لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُك، فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِك - المردُّ إليك، لكنَّك أنت الَّذي أردتَ لذلك أن يكون - فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِك، بَدْؤهَا مِنْكَ وَعَوْدُهَا إِلَيك، أَعْضَادٌ وَأَشْهَاد - هؤلاءِ هم المأمونون على سرِّك - أَعْضَادٌ وَأَشْهَاد، وَمُنَاةٌ وَأَذَوَاد وَحَفَظَةٌ وَرُوَّاد، فَبِهِم مَلَأتَ سَمَاءَكَ وَأَرْضَك - بهم ملأت سماءك وأرضك؛ هذا الوجهُ الباطنُ لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، وإلَّا فالوجهُ الظاهرُ إنَّهم يأخذون حيزاً محدوداً من الأرض ما يظهرُ لنا، هل أنَّ الَّذي يظهرُ لنا تمامَ الحقيقة؟ أبداً، الأشياءُ المحدودةُ الترابيةُ لا تظهرُ لنا على حقيقتها، ما نراهُ من الشجرِ والحجرِ والبهائمِ والبشرِ، ما نراهُ هو بحسبِ ما نستطيعُ رؤيتهُ، وإلَّا فإنَّ الحقيقة أكبرُ من ذلك، إذا كانَ هذا الحالُ يجري معَ كُلِّ هذهِ الأمور الصغيرة فكيفَ يكونُ الكلامُ معَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أتحدَّثُ عن الأربعة عشر، ما نراهُ شيئاً لكن الحقيقة أعظمُ من ذلك، مثلما يقول الدعاء: أَعْضَادٌ وَأَشْهَاد - الحديثُ هنا عن وجودهم على الأرض، هذهِ أوصافٌ لوجودهم على الأرض - فَبِهِم مَلَأتَ سَمَاءَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْت.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَت كُلَّ شَيء وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيء وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيء وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء - (وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُم) - وَبِعزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَهَا شَيء - (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِن عِزَّتِكَ بِأَعَزِّهَا)، أعزُّ العِزَّة ما نطقت بهِ مشيَّةُ الله في مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الَّذينَ لا فرق بينهم وبينهُ إلَّا أنَّهم عبادهُ وخلقهُ - وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأت كُلَّ شَيء - (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِن عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا)، ألا تلاحظون أنَّ الأدعية تتَّسقُ في هندسةٍ واحدة، في نظامٍ واحد؟! ألا لعنةٌ على علم الرجال، ألا لعنةٌ على علم الكلام، ألا لعنةٌ على منهجِ حوزةِ النَّجف حين دمَّروْا عقائدنا، هذهِ هي عقائدنا وهذهِ هي ثقافتنا.
.
.
#اعرف_إمامك 11
برنامج الخاتمة - الحلقة (112)
#الشيخ_الغزي
#قناة_القمر_الفضائية