Рет қаралды 14,905
الآيات (8-10): "أو أية امرأة لها عشرة دراهم إن أضاعت درهمًا واحدًا ألا توقد سراجًا وتكنس البيت وتفتش باجتهاد حتى تجده. وإذا وجدته تدعو الصديقات والجارات قائلة افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته. هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب."
مثل الراعي الصالح رأينا فيه المسيح الراعي الصالح يتجسد ليبحث عن كل ضال. لا ليعنف. بل بالحب يبحث عن كل نفس ليضمها إلى صدره ويحملها على كتفيه.
وهنا فالمرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود. والدراهم هم الوديعة التي أودعها الله للكنيسة. وكل درهم يشير للطبيعة الإنسانية التي طبع عليها صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر). وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك السمائي من الإنسان.
والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور اللاهوت في إناء الجسد، تجسد لأن الإنسان أخطأ فضاع. وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها. وكنس البيت هو إشارة لحث الناس على التوبة. والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس. والصديقات والجارات= هم الملائكة الذين لا يخطئون. وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك (غل19:4).
يكشف مثل الدرهم المفقود عن حب الراعي، الذي أخلى ذاته ونزل إلى أرضنا باحثًا عن الإنسان المتكبر، لا ليعنفه، ولا ليجرح مشاعره، بل بالحب يضمه إلى صدره، ويحمله على كتفيه ويرده إلى جمهور السمائيين. وفي المثل التالي يقدَّم لنا صورة لما يجب أن تكون عليه الكنيسة عروس الراعي، والحاملة ذات سماته الخاصة تجاه الساقطين، تبحث بالحب عنهم وتترفق بهم وتبتهج برجوعهم، إذ يقول:
"أو أية امرأة لها عشرة دراهم أن أضاعت درهمًا واحدًا , ألا توقد سراجًا، وتكنس البيت، وتفتش باجتهاد حتى تجده؟!
وإذا وجدته تدعو الصديقات والجارات، قائلة: "افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته".
هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب" [8-10].
* بالمثل السابق أشار الخروف الضال إلى العائلة التي على الأرض، إذ نعرف أننا ملك الله إله الكل الذي يخلق الموجودات من العدم، وكما كتب: "هو خلقنا وليس نحن" (مز 100: 3)، وأيضًا: "هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده" (مز 95: 7). وبهذا المثل الثاني الذي فيه يقارن المفقود بدرهم، وأنه واحد من عشرة، أي من رقم كامل... واضح أننا نحمل الشبه الملوكي والصورة الملوكيَّة التي لإله الكل، لأن الدرهم كما أظن مختوم عليه الشبه الملوكي. فإن كنا قد سقطنا وصرنا مفقودين، وجدنا المسيح وشكلّنا بالقداسة والبّر على صورته، الأمر الذي لا يشك فيه أحد إذ كتب الطوباوي بولس هكذا: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجدٍ كما من الرب الروح" (2 كو 3: 18). وبعث إلى أهل غلاطيَّة هذه الكلمات: "يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 4: 19).
لقد تم البحث عما قد سقط، فأضاءت المرأة السراج، وكما قلت لقد وُجدنا نحن بواسطة حكمة الله الآب، الذي هو الابن، عندما أشرق بنوره الإلهي العقلي علينا، وأشرقت الشمس، وانفجر النهار وطلع كوكب الصبح (2 بط 1: 19) كقول الكتاب. فقد قال الله أيضًا في موضع آخر بواسطة أحد الأنبياء القدِّيسين عن المسيح مخلِّصنا نحن جميعًا: "يقترب برّي سريعًا، وتعلن رحمتي، ويتقد خلاصي كمصباح" (إش 62: 1 الترجمة السبعينيَّة). كما قال السيِّد عن نفسه: "أنا نور العالم" (يو 8: 12)، كما قال : "أنا قد جئت نوراُ إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة" (يو 12: 46). إذن بالنور قد خلص ما قد هلك، فصار فرح للقوات العلويَّة[617]
القديس كيرلس الكبير
* فرح هذه المرأة التي وجدت الدرهم المفقود ليس بقليل الأهمية، لأن الدرهم عليه صورة الملك. هذه الصورة نملكها في الكنيسة.. أقول ليتنا كخراف نتضرع لله كي يقودنا إلى مياه الراحة (مز 22: 2) ونطلب المراعي، وكدراهم فلنحتفظ بقيمتنا (نحمل صورة الملك فينا) وكأبناء نرجع إلى أبينا
القديس أمبروسيوس
* المرأة هنا والراعي يحملان ذات المعنى، إذ يمثلان الله وحكمة الله.
لما كان الدرهم عملة تحمل صورة، هكذا المرأة التي تفقد الدرهم تعني عندما يشرد الإنسان المخلوق على صورة الله، إذ يفقد تشبهه بخالقه بسبب الخطيَّة.
تضيء المرأة سراجها ، إذ ظهرت حكمة الله للبشر. فالسراج في بساطة هو نور يوضع على حامل، أما هنا فالنور هو اللاهوت اتَّخذ ناسوتًا (صار إنسانًا). ذاك الذي هو الحكمة يتحدَّث عن منارة جسده بكلمات المزمور: "يبست مثل شقفة قوتي" (مز 22: 15). كما أن الطين يتثقل بالنار، هكذا جفت قوَّته كذاك الطين، بمعنى أنه باحتماله آلامه تقوىّ الجسد الذي حمل مجد القيامة. أُوقد السراج مرة وفُتش البيت، فإنه ما أن ظهر لاهوته في الجسد حتى ارتعب ضمير الإنسان بحقيقة خطيته العظيمة (كأنه بالبيت الذي فُتش رأسًا على عقب).
† † †
Our Facebook page / copticmix
Our Twitter page / coptic_mix
Our KZbin Channel / copticmix