ترجمة الامام محمد الجزولي رضي الله عنه: هو الشيخ الإمام العلامة العارف المحقق الواصل، قطب زمانه، وفريد عصر وأوانه، نخبة أكابر الأولياء العارفين، وقدوة الأخيار الصالحين، أبي عبد الله سيدي محمد بن سليمان الجزولي المتوفى سنة 870هـ. وجزولة: قبيلة من قبائل البربر بالسوس الأقصى، وسملالة من جزولة. ولد رضي الله عنه في سوس آخر القرن الثامن وطلب العلم بمدينة فاس ثم رحل بعدها إلىٰ الحجاز ومصر والقدس لسبع سنوات للأخذ عن العلماء والتلقي عن الشيوخ المربين عاد بعدها إلىٰ المغرب وحلَّ بفاس حيث التقىٰ هناك الإمام زروق، الذي أرشده إلىٰ الشيخ المربي وأوحد وقته سيدي أبي عبد الله محمد أمغار ( الصغير) رضي الله عنه بقرية تيط. بعد أخذه للشاذلية دخل الخلوة للعبادة نحوا من أربع عشرة سنة ثم خرج بعدها وأخذ في تربية المريدين، وتاب علىٰ يديه هناك خلق كثير، وانتشر ذكره في الآفاق، وظهرت علىٰ يديه الخوارق والكرامات الفخيمة ونسبت له المناقب الجسيمة. توفي رضي الله عنه بآفرغال مسموما في صلاة الصبح سادس عشر ربيع الأول عام (870هـ)، ودفن لصلاة الظهر من ذلك اليوم بوسط المسجد الذي كان أسسه هناك. ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نُقل من سُوس إلىٰ مراكش، فوجدوه في هيئته التي كان عليها، فدفن بمنطقة رياض العروس وقبره يزار ويتبرك به. لإمامنا الجزولي كلام كثير في الطريق وله تأليف في التصوف سماه " النصح التام لمن قال ربيَ الله ثم استقام"، وحزب الفلاح، وحزبه الموسوم بـ " حزب سبحان الدائم الذي لا يزال "، بالإضافة إلىٰ هذا الكتاب دلائل الخيرات الشهير الذكر. وفي سبب تأليفه لكتاب الدلائل كما ذكر الإمام النبهاني رحمه الله في الدلالات الواضحات علىٰ دلائل الخيرات: قال سيدي العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي المصري في شرحه علىٰ صلوات شيخه القطب الدرديري" إن الإمام الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر، فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال، فقالت له : من أنت ؟ فأخبرها، فقالت له : أنت الرجل الذي يُثنىٰ عليك بالخير، وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر؟! وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتىٰ ساح علىٰ وجه الأرض. فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه : أقسمت عليك بمَ نلت هذه المرتبة ؟، فقالت : بكثرة الصلاة علىٰ من كان إذا مشىٰ في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله، صلىٰ الله عليه وسلم. فحلف يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة علىٰ النبي صلىٰ الله عليه وسلم".