Рет қаралды 1,842
أُعدم ظلماً بسبب جريمة لم يرتكبها
في العام 1936 حصلت جريمة مروعة في ولاية كولورادو الأمريكية
فأثناء نوم طفلتين في غرفتهما اقتحم أحدهم الغرفة واعتدى عليهما بوحشية فتوفيت إحداهما فيما عاشت أختها بأعجوبة
بالتأكيد كانت تلك الجريمة مروعة بكل المقاييس
لكن حين أرادت العائلة العدالة ومعاقبة المجرمين ارتكبت جريمة أكثر بشاعة بحق شخص بريء لم يكُن بإمكانه إيذاء نملة، أو حتى التكفل برعاية نفسه، لأنه شخص معاق لا يزيد ذكائه عن ذكاء طفل!
تابع قصة المظلوم جو أريدي الذي أعدم لذنب لم يرتكبه
تحذير هذه القصة مؤلمة ومفجعة وقد لا تلائم أصحاب القلوب الضعيفة!
ولد جو أريدي عام 1915 في ولاية كولورادو الأمريكية لعائلة سورية مهاجرة
كان شكل الطفل عادياً تماماً لكن حين بلغ الخامسة من عمره لاحظ والداه أنه لا يتكلم
أدى ذلك لانعزال جو عن بقية الأطفال، فعاش وحيداً لا يلعب معه أحد
أرسله والداه لمدرسة مخصصة للأطفال الذين يعانون من صعوبة التعلم
لكن حتى تلك المدرسة رفضت جو بعد مدة قصيرة من بدئه الدراسة فيها، بحجة تخلفه العقلي الشديد، وطلبوا من والده الاعتناء به في المنزل
من سوء حظ جو أن والده لم يملك المال الكافي لإحضار مدرسين ليعطوه دروساً بيتية وفوق ذلك كان مشغولاً معظم الوقت ولا يستطيع تعليمه بنفسه
وازدادت معاناة جو حين أنجبت والدته المزيد من الأطفال ولم يعد باستطاعتها إعطائه وقتاً كافياً
أمام ذلك لم يكن لديه سوى الشارع ليهيم على وجهه لوحده
لا أحد من أبناء جيله يتحدث معه
أمام ذلك الحال شجع بعض الجيران الأهل لإرسال جو لأحد المصحات النفسية وبالفعل أرسله والده إلى المصح وهو في سن العاشرة
وجد الأطباء النفسيون أن جو يملك ذكاءً يعادل ذكاء طفل في السادسة
فبالكاد كان يستطيع معرفة الأرقام والأحرف ولا يمكنه تمييز الألوان والأشياء
وبناءً على ذلك تم تصنيفه من ذوي الاحتياجات الخاصة رسمياً
مرت فترة من الزمن وشعر والده بالحزن على ولده وقرر إخراجه من المصح ليعود للعيش معه في بيته
وصل جو لسن المراهقة لكن لم يُلاحظ عليه أي علامات بلوغ مثل الانجذاب للجنس الآخر
وكان مسالماً جداً ولا يُشكل أي تهديد للمجتمع بل على العكس، كان المجتمع يُشكل تهديداً له
ففي إحدى المرات زور أحد افراد الشرطة وقائع اعتداء تعرض له جو من بعض المراهقين
فاتهم جو بالاعتداء عليهم جنسياً وأنه خطر على المجتمع
وأرسل جو للمصح النفسي مجدداً
حُبس جو داخل المصح ولم يُسمح له بالخروج في رحلات كباقي المرضى
بالرغم من أن الفحوصات الطبية أظهرت أنه ليس بالغاً جنسياً ولا يُمكن أن يشكل خطراً على أحد
ليهرب من المصح ويهيم على وجهه مشرداً في الشوارع
وجاء اليوم المشؤوم…
ففي العام 1936 هاجم أحدهم طفلتين في غرفة نومهما فاعتدى عليهما وقتل إحداهما فيما نجت الأخرى بأعجوبة
صُدمت البلاد من الجريمة وبدأت الشرطة البحث والتحري
ومن سوء حظ جو أنه كان قريباً من مكان الجريمة فألقي القبض عليه ووضع قيد التحقيق
لكن في الوقت ذاته قبضت الشرطة على رجل آخر مع فأس يُطابق ذلك الذي قتلت به الفتاتان
وفوق ذلك تعرفت الفتاة الناجية عليه وقالت أنه المجرم الحقيقي
وبدا أن الجريمة قد حُلت وسيتم إطلاق سراح جو
لكن بشكل عجيب رفضت الشرطة!
فخرج ضابط يُدعى جورج كارول وادعى أن جو اعترف بقيامه بالجريمة
ادعى جورج أيضاً أن جو كان شريكاً للرجل الآخر الذي قبضت عليه الشرطة بالرغم من أن الفتاة الناجية نفت ذلك تماماً
أكثر من ذلك، فقد تدخل الأطباء النفسيون الذين أشرفوا على حالة جو في المصح وأخبروا القُضاة أن جو ليس بالغاً جنسياً وأن ذكائه بمستوى ذكاء طفل في السادسة
بالرغم من كُل ذلك أصر القُضاة على إدانته وحُكم عليه بالإعدام
دخل جو السجن بين عُتاة المجرمين بانتظار إعدامه
لكن حتى المجرمين تقطعت قلوبهم على حاله فاهدوه الألعاب وقصص الأطفال
فجو كان طفلاً بجسد شخص بالغ ولم يعلم أين هو وما الذي ينتظره
وأمضى فترة سجنه يلعب بقطار أطفال أهداه إياه أحد السجانين وكان يضحك ببراءة حين يرى انعكاس وجهه على القضبان الحديدية
وفي اليوم السادس من كانون الثاني عام 1939 أُخرج جو من زنزانته لغُرفة الإعدام
وكان آخر طلب له قبل إعدامه هو المثلجات
وودع والدته ودخل غُرفة الإعدام مبتسماً! على الأغلب لأنه لم يستوعب ما الذي ينتظره في الداخل
ونفذ به حُكم الإعدام ودفن في مقبرة السجن
ووضع السجانون صورته والقطار الذي كان يلعب به على شاهد قبره
لكن بعد 50 عاماً أعاد أحد المحامين فتح القضية
وبالتعاون مع بعض زملائه أسس منظمة أصدقاء جو إيريدي التي طالبت المحكمة بإعادة محاكمته
ونجحوا في ذلك
وبعد 75 عاماً على إعدامه أعلنت المحكمة تبرئة جو من الجريمة
وصف القاضي ما جرى بأنه أحد أكثر الحوادث التراجيدية في تاريخ الولاية
وتم عمل فيلم مستوحى من قصته هو فيلم The green mile
هل سبق لك وان شاهدت هذا الفيلم؟