Рет қаралды 2,147
تَعرِض الخُطبة للحديث عن هدي رسول الله ﷺ في النصيحة.
خطبة: هدي رسول الله ﷺ في النصيحة - د. محمد خير الشعال
من سلسلة: هدي رسول الله ﷺ - 2024
بتاريخ: 2024/9/06
للشيخ الطبيب محمد خير الشعال
في مسجد: أنس بن مالك
لمتابعة الخطبة على:
• الساوندكلاود: / a8111
مختصر خطبة صلاة الجمعة 6/9/2024 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال، في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي
(هدي رسول الله ﷺ في النصيحة)
وجدت هدي رسول الله ﷺ في النصيحة في النقاط الآتية:
أولاً: بذله ﷺ النصيحة للجميع وفي جميع الأوقات: للنصيحة شأن كبير في الدين، فقد أخرج الإمام مسلم عن تميم الدّاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» قال الإمام محمَّد بن أسلم الطُّوسي: هذا الحديث أحد أرباع الدِّين أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الدِّين فعارضه الإمام النَّووي وقال: بل على هذا الحديث وحده مدار الدِّين.
والأصل أن النصيحة واجبة على كل من قدر عليها، ومن هنا تجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذل النصيحة للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والرجل والمرأة، في حله وترحاله، وفي ليله ونهاره.
ثانياً: تلطفه ﷺ في النصيحة وعدم تعنيفه المخطئ: روى مسلمٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَالله مَا كَهَرَنِـي وَلاَ ضَرَبَنِي وَلاَ شَتَمَنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ».
ومن تلطفه ﷺ في النصيحة أنه كان يعرض بالمنصوح ولا يصرح باسمه لئلا يحرجه فيقول: «ما بال أقوام...».
ثالثاً: إظهاره ﷺ الود والمحبة للمنصوح: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا نصح أحد أصحابه أظهر له ودَّه وحبَّه، بالأفعال أو بالكلام، فتراه حيناً يمسح على رأس من يريد أن ينصحه، وحيناً يضع يده على كتفه، وحيناً يُمسك بيد من ينصحه ويضع كفه بين كفيه، وحيناً يخبر المنصوح بمحبته له. أخرج أبو داود في سننه عن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ» فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، وَأَنَا أُحِبُّكَ، قَالَ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
رابعاً: إنهاؤه ﷺ النَّصيحة إذا رأى أنها ستتحول جدالاً عقيماً: هدف النَّصيحة أن يُصحِّح المخطئ خطأه، وأن يعود الشَّارد إلى الطَّريق، وليس الهدف منها إبراز حجة الناصح، ولا إفحام المنصوح، فإذا رأيت النَّصيحة تحوَّلت إلى جدالٍ عقيمٍ فتوقَّف عن متابعة الحديث، فإنَّ النَّصيحة لا فائدة منها الآن، فقد ﷺ ينهي كلامه إذا رأى أن النصيحة ستتحول جدالاً عقيماً. أخرج البخاري عن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ الله طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ: «أَلَا تُصَلِّيَانِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَنْفُسُنَا بِيَدِ الله فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾.
والحمد لله رب العالمين
الحسابات الرسمية:
• الموقع: dr-shaal.com
• اليوتيوب: / drshaaltube
• الفيسبوك: FB.com/DrShaal
• التلجرام: t.me/drshaal
#محمد #خير #الشعال