✴ صفات المتقين خطبة من كتاب نهج البلاغة

✴ صفات المتقين خطبة من كتاب نهج البلاغة
وردت في كتاب نهج البلاغة خطبة وصف المتقين عرفت بالصاعقة ( اللتي صعق لها همام عليه الرحمة ) ، فقد طلب همام من أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يصف له المتقين فقال له أمير المؤمنين : ( إتق الله وأحسن فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام ويكتفي بذلك بل أصر على الإمام (عليه السلام) وأقسم عليه إلا أن يصف له المتقين ، فشرع الإمام له بالوصف كما عرض لنا في تفسير السور السابقة وبشكل مفصل ونحن هنا لسنا نذكر بعض مقاطعها بقصد التكرار إنما فقط لأجل الآية الشريفة التي نحن بصددها والتي ذكر فيها المتقون حيث نشير إليها ببضعة تعقيبات فمما جاء فيها : :
فالمتقون فيها هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب وملبسهم الإقتصاد ، ومشيهم التواضع ، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء . .
ومنطقهم الصواب : يعني أي أنهم يصونون ألسنتهم من كل ما هو إعوجاج وإنحراف فهي محفوظة محترزة من التهمة والإفتراء على الآخرين والكذب والغيبة والنميمة ومما يحرج الناس ومن قول الفجور .
وفي ملبسهم الإقتصاد : أي أنهم ليسوا بمسرفين ولا مبذرين .
ووقفوا أسماعهم على العلم النافع : أي أنهم يأخذون بالسمع والإصغاء لما يزيدهم علماً ينفعهم في شؤون حياتهم ولا يُعيرون أذنا صاغية بل يجتنبون سماع اللغو والتافهة من الحديث مما قد يؤثمهم ويُخل في تقواهم .
ثم يقول (عليه السلام) في جانب آخر من الوصف الصاعق :
ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب ، عظم الخالق في أنفسهم فَصَغُرَ مَا دُونَه في أعينهم ، فهم والجنة كمن قد رآها ، فهم فيها منعمون
وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ، قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة ،وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ) .
أي أن نفوسهم عفيقة فلا يهدرون ماء وجوههم للغير ولا يطمعون بما أوتوا والكرامة عند الله وشهادة ذلك قوله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
والمحبة والرضوان الإلهي
(فإن الله يحب المتقين )
وتكفي هذه الإحاطة والإشارة
لإدراك أهمية التقوى
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• ✴ صفات المتقين خطبة من...