Рет қаралды 57,839
شهدت العاصمة الرباط، اليوم، وقفة احتجاجية قادها المتقاعدون المدنيون أمام البرلمان، حيث رُفعت الشعارات المنددة بتدهور أوضاعهم المعيشية والمطالبة بتحسين المعاشات. جاءت هذه الاحتجاجات في ظل تزايد معاناة المتقاعدين جراء ارتفاع تكاليف الحياة وتآكل القدرة الشرائية. لم يكن المتقاعدون يحتجون على أمر عابر، بل على سنوات طويلة من الإهمال والتهميش.
من بين المشاركين في الوقفة، كان هاشم عبد القدر، إطار سابق بوزارة المالية، الذي بدا صوته مشحونًا بالتعبير عن الغضب والخيبة. قال هاشم: "قضيت 43 سنة في وزارة المالية، وأنا خبير في المحاسبات وأعرف تفاصيل النظام المالي جيدًا." وواصل حديثه بنبرة تدل على مرارة التجربة، حيث أشار إلى أن التعديلات التي أدخلتها حكومة العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران كانت بمثابة ضربة قاسية للمتقاعدين، خاصة المادة 37 التي حرمتهم من الزيادات المستحقة في الأجور.
لم يقف هاشم عند هذا الحد، بل أضاف بنبرة حزينة: "اليوم، بعد كل هذه السنوات من الخدمة، وجدت نفسي أعيش بقدرة مالية محدودة لا تفي بتغطية نفقاتي الصحية المتزايدة." بهذا، يعكس هاشم إحساسًا متزايدًا بالظلم الذي يشعر به العديد من المتقاعدين في البلاد.
في الجهة المقابلة، كان عبد السلام الغرافي، موظف سابق في الأمن الوطني، الذي جاء من مدينة أصيلة خصيصًا للمشاركة في هذه الوقفة. قال عبد السلام: "عملت ثلاثين عامًا، لكنني عانيت من التهميش والإقصاء." هنا، يظهر أن معاناة المتقاعدين ليست فقط اقتصادية، بل هي أيضًا نفسية واجتماعية. تابع حديثه قائلاً: "لقد أرسلنا العديد من الرسائل إلى الجهات المعنية، لكن لم نتلق أي رد. كيف يمكن للمتقاعد أن يعيش بكرامة في ظل هذه الظروف؟"
عبد السلام وصف حال الكثير من زملائه المتقاعدين الذين يعيشون في ظروف قاسية، حيث لا يستطيعون حتى دفع إيجار مساكنهم أو توفير لقمة العيش لأسرهم. "نحن الآن نطالب فقط بإنصافنا قبل أن ينهكنا الزمن أكثر."
في خضم هذه الأحاديث المؤلمة، كانت ثرية مرزوق، المتقاعدة من وزارة الداخلية، تتحدث عن معاناة مختلفة، لكنها لا تقل قسوة. قالت ثرية: "قضيت حياتي كلها في وزارة الداخلية، لكن مشكلتي الأكبر ليست مع معاشي، بل مع ابنتي المريضة." هنا يظهر البعد الإنساني لمأساة المتقاعدين، حيث تجد نفسها عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة لابنتها التي تتعالج في مستشفى الرازي.
ثرية أشارت إلى أنها رفعت قضية للمطالبة بحقوق ابنتها، لكنها لم تجد حتى الآن حلاً. كلماتها تعبر عن إحباط عميق ومرارة تراكمت على مدى سنوات من النضال دون نتائج ملموسة.
تتضح من خلال هذه الوقفة الاحتجاجية أصوات المتقاعدين الذين يتحدون في مطلب واحد: إنصافهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. إنهم يوجهون نداءهم الأخير إلى الملك، عله ينظر في معاناتهم ويرفع عنهم ما يصفونه بالظلم المتواصل.
“فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | www.Febrayer.com
Facebook | / febrayer
instagram: / febrayer
#بارطاجي_الحقيقة