فرحان بن قيران : مساعد الرشيدي آخر الشعراء

  Рет қаралды 451

Yasserqtr

Yasserqtr

Күн бұрын

#فرحان_قيران
في البدء كان مساعد
يكتبها: د. أحمد الأحمري - طبيب
في البدء كان "مساعد" الرشيدي، حينما انبعثت كلماته من أحد استديوهات التسجيلات الغنائيّة، وأنا "في وسط صراعاتي الداخليّة أنتظر أن يقول كلمته، نغمةٌ تعقب نغمة، وترٌ يعقّب على وتر، موسيقى، صوت يغنّي، وياء نداء كنت أترقبها:
"يا صدى من غير صوت
ما به حياة من غير موت".
ومن بعد هذا البيت أخذت الموسيقى مجراها واختفت لدقيقة كلمات مساعد.
كنت أجيبه قبل أن أعرفه،
في تلك اللحظة كنت أدافع عن نفسي، أحاول التعامل مع مشاعري قليلة الشأن، التي لا يسمع عنها العالم أبدًا،
أنصت بقلقي وحزني البسيط
لكلماتك التي تخاطب خوفي الكثيف، الإحساس يومض في القلب مرتجفًا، يومض قليلًا ثم يختفي.
أنظر إلى الرصيف وأقول:
أريد أن أنقش ما أشعر به
هنا على حجر، بجوار هذا الطريق،
وتحت هذه الشجرة،
وأقول: إنّني لستُ جثة.
كنت أخاطب مساعد دون معرفة سابقة بيننا. كنت أهذي، لكنه هذيان قصير لم يستغرق إلا لحظات،
يجيبني مساعد مرةً أخرى،
تأتي كلماته دون استئذان،
لاذعة بصوت محمد عبده:
"لو تدرين وش أنا منه خايف، إن باقي لك من الذكرى حسايف". فأعود للذكريات حينما كان محمد
يكرر هذا الخوف "أخاف شوق الألم،
أخاف ذكر القلم، أخاف يحكي السطر والورق، أخاف يشكي الشقا والأرق"
ويعود لياء النداء مجددًا :
"يا صدى من غير صوت
ما به حياة من غير موت".
فيما بعد تعرفت على مساعد الرشيدي
الذي ابتعد عن رخاوة الشعراء والكُتّاب
وشكواهم الدائمة، مع أنه برأيي أفضل
من يعبر عن عذاباتي، وأكثر من يعلمني الصبر. إن بعض الثناء يبخس الفضل أحيانًا، وهذا ما أخشى ارتكابه الآن.
مساعد يشبه الألفة في حياتي،
كان يُعيدني إلى الطريق
كلما شعرت أنّني لم أعد أعرف
جغرافيّة مدينتي وبلادي وقلبي،
كان يستعيدني بشكل أو بآخر.
كانت قصائده دائمًا ما تشيع
فيّ بهجة تتنافى مع كل
الأخبار والأحوال
التي أعيشها.
"قمت أخيلك هنا وهناك وهناك،
وين ترحل بي النظرة نصيتك
عين تشربك شوف وعين تضماك
لا ذبحني ضماك ولا رويتك"
إنها تجاربنا،
ترددنا، الجحيم
الذي نعجز عن
الاستغاثة
من نيرانه،
كان مساعد يعرضه
بصوت عبد المجيد هنا:
"صوتك اللي بقى لي من ليالينا
عاد لو غاب صوتك ويش يبقى لي..
صوتك الموج والمجداف والمينا
صوتك الناس لو إني بخلا خالي"
يكتب مساعد وهو يعرف
أنه يستطيع تحريرنا
من شظايا هذا الحب،
يجعلنا نأوي لفكرة
الأُنس فيه
"صوتك الناس لو إني بخلا خالي"
شعور عميق للغاية، وقديم للغاية،
كأنما كان يمنحني الفرصة لكي
أرى انعكاسًا لأشباح مخاوفي
في تلك الحياة المفترض
أن تكون محطمة
عبر الوحدة
"مالها حدّ شرهتنا وأمانينا
والمسافات قشرا ما لها والي
يقبل الليل لا مرفا ولا مينا
عاد لو غاب صوتك ويش يبقالي"
شعور الأسف حيال فكرة أنه لم يتبق من حياة طويلة ومشتركة سوى هذه الحصيلة من الوحشة، والجرح، والحسرة.
أعرف كلمات مساعد من بين كلّ الكلمات، وأتذكّر صوت فتى رحيمة في أوّل مرّة استمعت له مصادفة، عرفت كلمة مساعد، عرفتها وقلت: لا بد لبيت كهذا أن يكون له
"عبرتك منديلها قلبي وكُمّي
ضحكتك نبض العروق ودمها"
كنت أراهن بشجاعة كبيرة
كلما أتى صوت رحيمة
وأقول إنّه مساعد:
"جيت لك من جمر الشوق متحمّي،
كل ما تبرد طعوني ضمها"
أعرف هذا الكرم في المحبة
الذي لطالما عبر عنه مساعد
كانت لقصائده روح شهمة،
حتى في مواساته
كان دائم الجود،
إذ كان يتخذ من
موقف المحب
الثابت القوي
موقفًا صريحًا حين يقول:
"مدّي يدينٍ عاهدتها يديّا
ياللي سماك ملبدة برق وغيوم
لا تشتكين اللوم وأنا هنيَّا
أنا هنيّا لأجل ما يلحقك لوم!
ياللي جبينك من غلاه الثريا
ما عاشرت شمسٍ ولا خاوت نجوم
إن كان ما جتني عليك الحميّا
ما عاد لي في باقي العمر ملزوم
ما فزّ قلبي للنواعس كذيّا
إلا يبي يصبح عوضها عن النوم
نامي وخلي كل همٍ عليّا
مالله خلق هالجفن لسهاد وهموم
لا تندهيلي واصلٍ لك بليّا
لو نكسر قلوبٍ ولو نزعل خشوم
قام يتعَزْوا في حديّا حديّا
يوم انحدر دمعٍ عن الذل محشوم
راسي خلق بالطايلات يْتفَيَّا
وخدّك تفيّا بالهَدب جعله القوم
كان الذي في خاطرك ما تهيّا؟
ماني ولد عودٍ كفَخ وابعد الحوم
كل كلمة في هذه القصيدة مصبوغة بذلك الشعور الذي يشبه الغرق الوشيك، إنّها الجسارة في مواجهة حبيبة
كانت عيناها تتوسل
من أجل إنقاذٍ
مستحيل.
ثم يعبر بنا مساعد لنكتشف الكنة سويًّا، واسمها مأخوذ من الشيء المكنون المخفي المتصف بالمفاجأة، ما بين حر ومطر وغبار، حينما تختفي الثريا عن الأنظار، كل من يعرف هذه القصيدة يفهم مدى روعتها، ويعرف أنها من تلك القصائد التي لا تخرج منك بقية حياتك، هي ذاتها التي تحمل الصورة الشعرية الرائعة:
"فجر نعس بالوريد ونام بهدومه".
و "سيف العشق" كان فيها ذلك المزيج
من التهكم والأمل الذي يميز
حياة مساعد كما صورها
شعره:
" إن ما ظميتك غلا يا علّني ما ارتويك"
و " أعنّ لك لو تصب الموت واتهيا لك".
باعتقادي كانت ستكفيه الكلمات غير المباشرة والإشارات العادية التي ستشرح لمحبوبته اهتمامه، لكنه يرفض الموقف العادي ويختار الشجاعة والموقف الأصيل.
وبطبيعة مساعد الشعريّة كان لا بدّ له أن يكتب قصيدة "تخوفني"، شاعر مثله يختار أن يعطي اليقين في كل قصائده ويقف وراء مشاعره بجسارة كبيرة، كان من الطبيعي أن يشرح مخاوفه وأن يتوجس ويرتاب من كل المواقف الغائمة، لهذا كتب:
"تخوفني مشاوير الطريق المظلم المهجور
وأنا لا من ذكرتك قلت طولي يا مشاويري"
لكنه ينهزم الهزيمة التي يحب أن يكررها دائمًا:
"عزاي إنك رجاي العذب
لو كل الدروب عثور"
حتى إنه يتباهى في عز ارتيابه
وشعوره بالقلق، يتباهى دون احتراس، ودون خوف من أي خسارة لا تشمل محبوبته:
"أحد ربي يحطك له حبيب وما يجيه غرور؟
أنا ليه ألتفت للناس وعيونك جماهيري"
ولو طالت مشاوير الطريق المظلم المهجور
أنا لا من ذكرتك قلت طولي يا مشاويري"
تعود مشاعر
مساعد بقوتها
في الجود والعطاء

Пікірлер: 2
فرحان قيران الشاعر مساعد الرشيدي حي مامات
8:28
مكتب المعنى لتصوير الحفلات
Рет қаралды 42 М.
The CUTEST flower girl on YouTube (2019-2024)
00:10
Hungry FAM
Рет қаралды 43 МЛН
He bought this so I can drive too🥹😭 #tiktok #elsarca
00:22
Elsa Arca
Рет қаралды 46 МЛН
English or Spanish 🤣
00:16
GL Show
Рет қаралды 17 МЛН
حبيت سرّاقي ..
2:16
Yasserqtr
Рет қаралды 199
فرحان قيران العنزي _ ياهيه ياللي للرسائل تودي
2:47
Al.2omy سعد التومي
Рет қаралды 406 М.
The CUTEST flower girl on YouTube (2019-2024)
00:10
Hungry FAM
Рет қаралды 43 МЛН