Рет қаралды 122
في هذا الفيديو شرح إضافي توضيحي لسبب إدارة الله سبحانه وتعالى نقاشا وحوارا بينه وبين ملائكته حول قراره جعل آدم خليفة له على الأرض .. حيث اعتبرت الملائكة ان آدم هذا سيكون سفاكا للدماء و مفسدا في الأرض وهو بالتالي لايصلح لخلافة الله .. وان كان ثمة من يجب أن يكون خليفة فهم الملائكة لأنهم يقدسون ويسبحون الله سبحانه اي انهم لا يخطئون مثل آدم .. (كما يفهم من الاعتراض والمقارنه) .
إن اعتقاد الملائكة حول آدم يتوافق مع مستويات الوعي البدائي وهي :
1/ وعي الغريزة ويمثلها انسان الغاب (راجع الفيديو الثاني) تتحكم فيه غرائزه ورغباته اي لا يفكر .
2/ وعي القبيلة ويمثلها انسان القبيلة او الجماعة تتحكم في الجماعة اي لارأي له ولا قرار (راجع الفيديو الثاني) .
ففي هذه الحالات من الوعي البدائي كما وضحت نظريات ودراسات الطب النفسي ان الإنسان يبدو منقاد والتفكير عنده معدوم او ضعيف .
وفي هذين المستويين سينقاد الإنسان حتما إلى الصراع والعنف بسب الغرائز والأنانية وحب التملك والسيطرة واخضاع الاخرين و التحكم بالعنف واستخدام القوة والاذى على حساب الحق و العدل والانسانية و السلام والحب والقبول والمنطق والعقل و الحكمة .
بينما الخروج من هذه المستويات البدائية يكون من خلال ولوج الإنسان مرحلة الوعي الحر المستقل (راجع الفيديو الثاني) .
حيث سيكون في المرحلة قادر على ادراك المعاني والتفكير فيها والتوسع بالمعرفة والتعلم و قبول اختلاف الاخرين عنه والتطور من خلال التفكير وتقديم الادلة على صوابية الفكرة من عدمها من خلال النقد والمحاججة والاكتشاف والاختراع والتطور العلمي الفكري المادي والنفسي وهو ما يتميز به فعلا الإنسان عن غيره من المخلوقات (وهي القدرة على الاختراع) والذي يقوم اليوم باعمار الأرض و احداث هذه النهضة العلمية الحضارية الاي نراها .. فهذا الإنسان بعيد كل البعد عن العنف والتخريب والافساد في الأرض.. انا اتكلم عن الإنسان وليس عن (الحكومات او الانظمة او المؤسسات التي تستغل الاختراع والعلم لاغراضها) الإنسان كإنسان مبدع وذكي ومتطور فقط .. وهو في اعتقادي ما اراده الله لادم من جعله خليفة له على الأرض ليقوم بإعمارها و ليثبت انه تجاوز بالفعل توقع الملائكة اذا ما استطاع فهم وادراك وتحقيق هذا العلم الإلهي .
كل هذا المعنى جاء في إطار نقاش وحوار وجدال بين الله سبحانه وملائكته يرمز لمعنى (وجادلهم بالتي هي أحسن) التي حثنا عليها الله سبحانه واعطانا هذا الدليل العملي حيث هو بجلالته جادل وناقش وقدم الدليل لملائكته حتى يقنعها بكل حب و صبر وقبول لاعتراضها مع انه الخالق الأحد الصمد .. في رسالة لآدم الأناني المتغطرس الذي يتنعت و يتعصب ويرفض النقاش والحوار و يحكم على المختلفين معه بالرفض الى اقصى مدى ..! وهو درس لكي يتعلم حين يقرأ هذه الايات 30 وما بعدها من سورة البقرة المعنى والحكمة .. شرط أن يقرأ .
والله اعلم .