Рет қаралды 157
إنَّ لِلْنِّعَمِ أُصُولاً وَفُرُوْعْ
فَمِنْ فُرُوْعِ النِّعَمِ مَثَلاً البَسْطَةُ فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَالمَالْ والمُحَافَظَةُ عَلَى نَوَافِلِ العِبَادَاتْ مِثْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ والإِكْثَارِ مِنْ تِلَاوَةِ القُرْآنْ وذِكْرِ اللهِ تَعَالَى والمُحَافَظةُ عَلَى سُنُنِ الفِطْرَةِ فِي الوَجْهِ واليَدَيْنِ والأَطْرَافْ ومَا إلَى ذَلِكَ مِنَ الآدَابِ وَالسُنَنِ وَالمُسْتَحَبَّاتِ وبَعْضِ الوَاجِبَاتْ فَكُلُّ أُوْلَئِكَ مِنْ فُرُوْعِ النِّعَمْ
وأَمَّا أُصُوْلُ النِّعَمِ فَكَثِيْرَةٌ لا تُحْصَى، وَأَوَّلُهَا الإِيْمَانُ باللهِ تَعَالَى وبِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهْ، وِالعَمَلُ بِمُقْتَضَى ذَلِكَ عَلَى مَا أَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى وَأَمَرَ سُبْحَانَهْ
وَمِنْها نِعْمَةُ الصِّحَّةِ والعَافِيَةْ، وَهِي مِحْوَرُ حَرَكَةِ الإنْسَانِ وقِوَامُ اسْتِفَادَتِهِ مِنْ وُجُوْدِهْ
وَمِنْ أُصُوْلِ النِّعَمِ أَيْضَاً نِعْمَةُ العِلْمْ، فَهِيَ نِعْمَةٌ كُبْرَى يَتَوَقَّفُ عَلَيْهَا رُقِيُّ الإنْسَانِيَّةِ وَسَعَادَتُهَا الدُّنْيَوِيَّةُ وَالأُخْرَوِيَّةُ جَمِيْعَاً، فَالعِلْمُ نِعْمَةٌ كَيْفَمَا كَانْ فَتَحْصِيْلُه نِعْمَةْ، والانْتِفَاعُ بِهِ نِعْمَةْ، والنَّفْعُ بِهِ نِعْمَةْ، وَتَخْلِيْدُهُ وَنَقْلُهُ لِلْأجْيَالِ المُقْبِلَةِ نِعْمَةْ، وهكذا.
وِمِنْ أُصُوْلِ النِّعَمِ أَيْضَاً بَلْ مِنْ أَجَلِّ أُصُوْلِهَا وأَغْلَاهَا نِعْمَةُ الزَّمَنْ
فَالزَّمَنُ هُوَ عُمْرُ الحَيَاةِ، وَمَيْدَانُ وُجُوْدِ الإنْسَانْ، وساحةُ ظِلِّهِ وَبَقَائِهِ وَنَفْعِهِ وَانْتِفَاعِهْ. وَقَدْ أَشَارَ القُرْآَنُ الكَرِيْمُ إلَى عِظَمِ هَذَا الأَصْلِ فِي أُصُولِ النِّعَمْ، وَأَلْمَعَ إلَى عُلُوِّ مِقْدَارِهِ عَلَى غَيْرِهِ، فَجَاءَتْ آيّاتٌ كَثِيْرَةٌ تُرْشِدُ إلَى قِيْمَةِ الزَّمَنِ، وَرَفِيْعِ قَدْرِهِ وَكَبِيْرِ أَثَرِهْ
وَهَنُاكَ آيَاتٌ كَثِيْرَةٌ فَيْهَا التَنْبِيْهُ إِلَى عِظَمِ هَذَا الأَصْلِ مِنَ النِّعَمْ
وَحَسْبُكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللهَ سَبْحَانَهُ قَدْ أَقْسَمَ بِالزَّمَنِ فِي مُخْتَلَفِ أَطْوَارِهِ فِي كِتَابِهِ الكَرِيْمْ، فِي آيَاتٍ جَمَّةٍ، إشْعَارَاً مِنْهُ بِقِيْمَةِ الزَّمَنْ، وتَنْبِيْهَاً إلَى أَهَمِّيَتِهْ، فَأَقْسَمَ جَلَّ شَأْنُهُ بِالَّيْلِ، وَالنَّهَارِ، وَالفَجْرِ وَالصُبْحِ وَالشَّفَقِ وَالضُّحَى والعَصْرْ
ويُلَاحَظُ أَنَّ كُلَّ مَا أَقْسَمَ اللهُ عَلَيْهِ بَالزَّمَنْ، كَانَ هَامَّاً فِي أَعْلَى دَرَجَاتِ الأَهَمِّيَّةْ.
#قيمة_الزمن_عند_العلماء
#اهمية_الوقت و الحرص عليه من الضياع
#عبدالفتاح_ابو_غدة #نعم_الله_على_الانسان #الوقت #ادارة_الوقت