Рет қаралды 2,700
كيف فقد العالم طريقه:
اصدر امين معلوف هذا الكتاب قبل حوالي اربع سنين . يصف نفسه انه في خريف عمره . وهو يتذكر كلمات رواد التنوير في الغرب ابان الثورة الفرنسية او قبلها بقليل : هل سوف ترى الزهور موت البستاني ( كنايه عن الاشياء لا تتغير ) ولكن بعد الثورة الفرنسية دخل العالم في حالة من التعجيل الذاتي القوي والسريع . والان يعيش امين تسارع هائل للزمن والمكان والانحلال الجغرافي والتاريخي وهو يرى امم تتفكك ودول تموت وشعوب تفنى كلها في رمشة عين . من بقعة صغيرة وهو اللبناني المصري حسب كلامه .فهو بشكل حرفي وليد مصر . جده عاش في مصر وهناك صنع ثروة جميلة من العمل في بناء المباني ورصف الطريق . وتزوج وخلف عدة اولاد وابوه تعرف على امه في مصر مع ان امين ولد في لبنان سنة 1949 ويسرد امين معلوف مكانه مصر في مركز التحضر الشرقي الاسكندرية والقاهرة وكيف ان هذا المركز تحلل بعد ثورة 1952 وهو ليس ضد عبد الناصر بالعكس كان يحبه جدا وان عصر عبد الناصر هو عصر التحرر العربي والشعوب تعيش حمى التحرر من الاستعمار . القاهرة كانت مركز كوزمولبيتاني مهم .. اسمهان السورية .. ام كلثوم التي دخلت كل بيوت العرب . فريد الاطرش والمئات من الممثلين من اصول عربية سورية ولبنانية وحتى تركية دخلت مصر وعملت نهضة ثقافية جبارة وقتها . زحف المركز القاهري الى بيروت في بداية الستينيات ويتابع امين موت الحواضر العربية الواحدة تلو الاخرى . يتكلم ويسهب في شرح الاسباب حسب وجهة نظرة . ويقارن ويعمل مقاربات كثيرة بين وضع مصر ولبنان مع بقية العالم . اغلب الفصل الاول واسمه احترق الفردوس او موت الفردوس ,قراء متأنيه لشخص احب الشرق بصدق ومؤمن ان الماضي كان افضل من الحاضر الذي نعيشه . نفس جميل وايقاع متزمن في السرد . معرفة واسعة بالفلسفة والتاريخ والادب وجزء كبير من مصادره انه عاش في تلك الاحقاب وهو يشاهد موت الشرق .. موت الحواضر الشرقية . كيف ماتت بغداد وبيروت والقاهرة والجزائز وتونس والكثير من المدن العربية العريقة . انه يرى الموضوع من زاوية ان الجميع يركب سفينه تيتانك .. والسفنية تغرق .. وسفن النجاة وهي خيارات هذا الكوكب في النجاة قليلة جداً. لان الهوس بالموت والاحتقار للذات مسيطر بشكل كلي على الشرق والغرب ايضا يحمل مسؤولية كبيرة من ماساة الشرق . رحلة جميلة قام بها رجل في خريف حياته مدفوع بحبه لوطنه العربي الكبير . وهو يرى السفينة تغرق ولا يرى اي امل في في النجاة . انه كوكب يحتضر . وممكن البداية كانت من الشرق الاوسط . مركز الزلزال كان عندنا بعوالم داخلية وخارجية وتاريخية واقتصادية . عوامل نحن السبب فيها وعوامل لا يد لنا فيها . وهكذا كان مركز الزلازل حريق القاهرة حسب امين انه ساعة رقم صفر .. وهنا بدى المركز يتداعى .