Рет қаралды 7,549
إسلخ بجلدك و اصنع آلة الوترِ
و اعزف على نغمة البارود بالشررِ
و اترك جراحك نزفاً لا علاج لها
إلا بنصرك أو في قبضة القدرِ
و أهدم بلحمك مبناهم و معقلهم
لا تبقي منه و لا أشلاك من أثرِ
و ضمم سلاحك ميت كي تُعَرِفَهم
بأنك القدر الآتي من الحفرِ
خبأ فؤادك في أحشاك قنبلةً
موقوتة النسف حتى ملمح البصرِ
و البِس فلسطين حُلياً من دمائهمُ
و اجعل لها قِطع المحتل كالنثرِ
و امضي لضفةِ عزرائيل مبتسماً
فإن فيها دواء الخلد للعمرِ
زلزل سكينة صهيون و مأمنها
حتى تقوم من الأحلام في ذعرِ
و اخلف ورائك درب الموت مشتعلاً
فمن أتاك هوى طُعماً إلى سقرِ
و اقدح بزندكَ زند الغيض مفتضحاً
عروبة عقدت عاراً بمؤتمرِ
و اصعد بجرحك لا تهوي لقمتهم
فإنها قمة في قعر منحدرِ
و اشمخ بقامتك الطولى فقامتهم
أدنى الكرامة تعلوها من القِصَرِ
و اشرع ببحر دماك الجرح منتصباً
و ابحر كما أنت في أنفاس محتضرِ
و غص لغائرة البلوى لتخرجها
نصراً بصبرك منظوماً من الدررِِ
لا تستكن إن فجر النصر مقترب
كقاب قوسين بين الطفل و الحجرِ
كل الزعامات في سُكرٍ على بطرٍ
فهل يغيثك نشوان من البطرِ
و هل يشُدك من لاظي الثرى خضباً
من كان عمره فوق الترب لم يسرِ
وهل يُجيرُكَ مَن شارون سيده
يغلي له الكأس سراً ليلة السمرِ
لا تذهبنٌ بك الآمال نحوهمُ
ماتت بداوتهم في مرقص الحضرِ
و استخنثوا فبدت عوراتهم طرباً
يوم الدعارة بين الفرج و الذكرِ
لهم عروشٌ يقيمون الفساد بها
و حولهم فِرق التعذيب في سهرِ
ثعالبٌ تطعم الغزلان متخمة
و في سجونهم الآساد في غورِ
و أمرهم بينهم شورى مسلمة
لكل فاتنة القدين و الحورِ
نحفٌ سوافلهم ثخنٌ عواليهم
جردٌ عوارضهم جعدٌ من الكبرِ
حُولٌ مباصرهم فطسٌ مناخرهم
لهم خوارٌ بلحن القول كالبقرِ
إذا تأملتَ في الدنيا بسلطتهم
أعطتك أعجب ما تعطي من العبرِ
بأيهم تستغيثُ اليوم مصطرخاً
بأبن آكلة الأكباد أم شمرِ
أيصبح ابن الضبابي للنسا نجَداً
يا كربلاء لهذا العالم احتقري
و اخبري عن ولاة الشر أنهمُ
في الأسفل الأسفل الموقود من سقرِ
و انهض أيا شرف الأحرار مرتدياً
أكفانك الحمرى و اقحم غمرة الخطرِ
و اصدع بأمريكا و استنقذ عروبتنا
فإنها في يدي شمرٍ بلا غِيَرِ
قد أسلمتنا لأمريكا لتجعلنا
في ذلة الأسر من فأسٍ إلى قطرِ
لا تدفنوا الدرة الميمون و أتوا به
لحضرة القدس تقضي حرة الوطرِ
و خضبوا من دما إيمان أوجهكم
و ادعوا الرصاص يسيل الهام بالمطرِ
ليُفرِع التين و الزيتون أسلحة
تدلى على حمرة الأغصان بالشجرِ
تناولُوها و سر الفتك بينكم
بالأيك فاكهة من طيب الثمرِ
لتل أبيب على أمْتٍ بلا عوجٍ
حتى ترى ملِك الإرهاب و الأشرِ
لا تحسبنه إنسانٌ لنصبته
إبليسُ هذا بدى في صورة البشرِ
أيقض جنونك و الأحلام مأتزراً
قنابل الأرض بين القلب و الدثرِ
فُجر وجودك و انثر لحمه شرراًً
يطير للأعور الدجال بالخبرِ
فإن تحرك في ثأرٍ لصاحبه
قل يا أبا الغوث و ارقب رٌدت القدرِ
جيش كطوفان نوحٍ بسم فاطمةٍ
من مشرق الأرض لا يبقي و لا يذرِ
سودٌ بيارقهم حُمرٌ غوائلهم
نورٌ محاسنهم بيضٌ على سمرِ
فيهم إمامٌ بممشاه ستعرفه
يمشي على الماء مشي الناس بالجزرِ
مثل الخليل أبيه النار في يده
حٌلت سلام و جمر بارد الأور
عليه قد خلعت أعراق عزوته
تُوم المهابة من فهرٍ و من مُضرِ
له قسائم وجهٍ نور مطلعها
يقول أنا ابن الأنجم الزهرِ
أنا ابن مكة يا من كنتَ تجهلني
من فوق درتها الحمراء منحدري
حور الجنان إذا سائلتَ عن شرفي
كانت قوابل أمي يوم مزدهري
و عترتي سجدت لله خاشعةً
من عالم الذر بين الماء و المدرِ
فأعقبتني إباء في تعاقبها
فجِأة منها أبي الضيم و الصغرِ
أنا ابن سيف لله حيدرةٍ
منه تناولتُ ذا الحدين و الفقرِ
و ناصري تخطف الأبصار ضحوته
على السحابة يأتي مُعلمَ الطررِ
و موردي بيت قدس الله لو وقفت
بوجهيٌ الجن لم أجنح إلى صدَرِ
بها أصلي و روح الله يتبعني
بمدمعٍ من سرور النصر منهمرِ
أتاكم القائم المهدي فنطلقوا
يا مؤمنون على الأشهاد بالبشرِ
يَشْتَاطُ غَيضٌ إذَا نَادَى مُنَادِيَهُ
آهٍ واحُسَينَا يَالِثَأرِ لَمْ يَثُرِ
وإنْ تَذَكَّرَ طِفْلُ السِّبطِ مُنْذَبِحٌ
تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ مُهْتَاجٌ مَعَ الذكرِ
يَطْغَى علَى وَتْرِهِ المَوتُورِ يَطْلِبَهُ
بِأبْحُرٍ لاطِمَاتٌ منْ دَمِ البَشَرِ
مُطَبِّقَاً لأديمِ الأرضِ فَائِضُهَا
فلا تَرَى قَدَمٌ فِيهَا مِنَ العَثَرِ
وعَدْلَهُ رَحبَةُ الأرْجَاءِ يَقْبِضُهَا
قَبضَ المَشَاشِ علَى ملومة الإكَرِ
حتَّى إذَا إسْتَأصَلَ الطُغْيَانُ صبحنا
بغره تسبق الأشراف بالبكر
وَصَاحَ جِبْرِيلُ يَا أهْلَ الوَلاءِ لَكُمْ حَمْدُ السَرَى بِلَيَاليْ القَهْرِ والضَّجَرِ
تَمَخَّضَتْ ظِلْمَةُ الدَّيجُورِ مُثْقَلَةً
وأنْجَبَتْ كَوْكَبَاً أَحْلَى مِنَ القَمَرِ
الشاعر غازي الحداد | ديوان الحزن المعشوق