Рет қаралды 24,067
اللهم اجعل ماحمله من مقاطع نافعه حجتاً لي لا علي واجعله صدقة لي ولوالدي وزوجتي وذريتي اللهم امين
دائـمـنـاااااا لاتجعل الخير يـقـف عندك
لايك Like + الاشتراك Share + تفعيل جرس 🔔 التنبيهات
لكي يصلك إشعار بكل ماهو جديد
وجزاكم الله خير
#العريفي #قصص
#محمد_العريفي
ﷺ
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله: صلاح الأبناء والبنات أمنية الآباء والأمهات، فيا لها من نعمةٍ عظيمة، ومنة كريمة جميلة، حين تصبح وتمسي وترى ذريتك وقد مَنَّ الله عليهم بالصلاح والهداية، يخافون الله، ويقيمون الصلاة، ويؤدون الزكاة، ويحافظون على الواجب، ويتخلقون بالأخلاق الكريمة!.
إن صلاح الذرية بهجة الدنيا وزينتُها وفرحها، ذرية تحبهم ويحبونك، وتودهم ويودونك، تأمرهم فيطيعونك، يبرون بك، وينفعون أنفسهم، وإخوانهم، ومجتمعهم، وأمتهم.
إن صلاح الأبناء وتقويمهم على الخلقِ الكريم مسؤوليةٌ عهِد الله بها للآباء والأمهات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) [التحريم:6].
وإنَّ خيرَ مُعِينٍ للعبد في تربية أبنائه وبناته هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهديه خير الهدي، وسنته أفضل السنن، فإن من هديه -صلى الله عليه وسلم-، صُحبة الأطفال والأُنس بهم، يردفهم في ركوبه، ويحادثهم ويؤنسهم، ويُعلمهم الخير، ويُربيهم التربية الصالحة بالقول والقدوة الحسنة.
كان يردف عبد الله بن عباس، والفضل بن عباس، وأسامة بن زيد وعبد الله بن جعفر، كل ذلك إيناس لهؤلاء لأجل أن يعلمهم ويثقفهم.
قال عبد الله بن عباس: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي: "يا غلام، إني مُعَلِّمُكَ كلماتٍ: أحفظ الله يحفظك" الحديث...
وقال عبد الله بن جعفر: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدابة، فأَسَرَّ إلي أمراً لا أخبر به أحداً أبدا. إنها تربية على القيم، والأمانة، والفضيلة.
قال أنس رضي الله عنه مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بصبية، يلعبون فسلم عليهم وقال: "يا أنس، يا أنس، إذا أتيتَ أهلَكَ فسلّمْ عليهم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك".
ومما يروى عن الصبية أنهم كانوا يحضرون مائدة الطعام، قال أبو سلمة: كنت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فكنت آكل معه، فتطيش يدي في الصحفة، فقال لي: "يا غلام، يا غلام، سَمِّ الله، وكُل بيمنك، وكل مما يليك". فأرشده إلى هذه الكلمات فصلوات الله وسلامه عليه.
ومن هديه في التعامل معهم المزاح أحياناً معهم، قال أنس كان لي أخ يقال لي عمير، وكان معه طير يشبه العصفور فمات، فكان يقول له: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ يا أبا عمير، ما فعل النغير؟"، إيناساً له وتسليةً.
ومن هَدْيِهِ أيضاً أنه يحذِّر الصغار من الأخلاق السيئة حتى يفهموها ويحذروا منها، قال أنس -رضي الله عنه-، قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا بنيّ، إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غلٌ على مسلم فافعل".
يُعلمه وهو لا يزال في سن الصغر حتى ينشئ على حب الخير والفضيلة، ومن هديه صلى الله عليه وسلم إعطاء الصغير حقه، واحترام حقه الذي له.
كان النبي جالساً فأوتي بشراب من الماء، وكان عن يساره الأشياخُ وعن يمينه غلام، فلما شرب، قال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟"، قال: لا يا رسول الله، لا أوثر بحقي منك أحداً، فتلَّ الإناء في يد الصغير؛ كل هذا إعطاءً واحتراماً للحقوق؛ حتى ينشأ الناس على خير وأدب كريم.
ومن هديه أيضاً أمره بالعدل بينهم، يأتي بشير بن سعد بابنه نعمان صغيراً، قال: يا رسول الله، إن أمّ هذا أمرت لي أن أنحل ابنها غلاما، وأن أشهدك عليه، فقال: "أكُلُ إخوته أعطيتم مثله"، قال: لا، قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم، اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم، إني لا أشهد على جور، أشهِدْ على هذا غيري"، والغلام يسمع، تربية وإعداد لينشأ على أكمل الأخلاق.
أيها المسلم: وإن الخير له أسباب، كما للشر والبلاء أسباب، فمن أسباب صلاح الأولاد وهدايتهم بتوفيق الله، وإعدادهم للمستقبل إعدادا صحيحا ما أرشده النبي صلى الله عليه وسلم من اختيار المرأة ذات الدين، والخُلق الكريم، تربت في بيت خلق ودين، تجعل تربيتها لأبنائها وبناتها على ما تربت عليه من الأخلاق والفضائل: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء:34].
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تنكح المرأة لأربع: لجمالها، ومالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك".
ومن أسباب صلاحهم سؤال الله جل وعلا الذرية الصالحة، فالله يقول عن زكريا عليه السلام بدعائه أنه: (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران:38].
وجاء الحث على الدعاء لهم بالتوفيق، يقول الله في ذكر العبد الصالح أنه (قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف:15].
وحذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ندعو عليهم بالهلاك والغواية والبلاء، فقال: "لا تدعو على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، فتوافق ساعة العطاء فيستجيب لكم"، فحذَّر من أن ندعو عليهم، وكلما ضجرت من بعض أخلاقهم فاجعل بدل الدعاء عليهم دعاء الله لهم بالهداية.