Рет қаралды 148,931
في البداية كان كل شيء يسيرُ طبيعيا، وكالعادة وككل سنة توافد الألاف من سكان منطقة القبائل ومن خارجهامنذ الدقائق الأولي لصبيحة 25 جوان إلى مسقط رأس الرجل قرية توريرت موسي بدائرة بني دوالة بأعالي جرجرة، وكان التنظيم جيداً، إذ سهر بعض المتطوعين علي حسن استقبال الوفود الزائرة وتوجيهها وتنظيم دخولها إلى المرافق المفتوحة للزيارة،والمتمثلة في قبر الراحل إلى بيته الذي يضم متحف فيه صوره وبعض أعماله وكذا سيارته التي استهدف فيها يوم اغتياله بوابل من الرصاص.
وعند حلول منتصف النهار، وكما كان منتظر أن تتقدم عائلته وبعض مقربيه لوضع باقة من الزهور ترحما على روحه الطاهرة، ولكن المفاجئة التي قلبت الموازين وعكرت صفو الحاضرين هو ظهور نجل العقيد عميروش وهو نورالدين أيت حمودة القيادي السابق في الأرسيدي، وهو الشخص الذي يعتقد ويجزم الكل ان له اليد الطولي فيما حدث لمعطوب الوناس يومها، نظراً لتحركاته المشبوهة في تلك المرحلة، وهذا من خلال محاولته توجيه أعيين الناس والمحققين والإعلام إلي إتهام "الجيا" بارتكابها للجريمة قبل أي تحقيق أو تبني، مدعما ومسانداً بذلك لنظرية النظام في ذلك الوقت والي غاية اليوم، وقد نجح يومها حتي في إقناع مليكة معطوب، والتي ادله بتصريح ساعات بعد ذلك لقناة فرنسية مرددة أسطوانة أيت حمودة.
الجماهير الغافرة الهائجة حاولت منعه بقوة من دخول مكان الدفن، مرددين شعارات مناوئة له مثل: نورالدين قاتل، نورد الدين اخرج من هناك، وحتى أغنية لمعطوب الوناس كان قد هجا فيها نورالدين هذا نفسه وفضحه في حياته قبل اغتياله، وقد تعرض حتى لمحاولة اعتداء وضرب عند خروجه من المقبرة لولا حماية الطاقم المرافق له.
وفي تلك الأثناء، وبينما أيت حمودة قد فرا إلى داخل منزل عائلة معطوب بعدما نجي بأعجوبة من هلاك حقيقي، خرجت مليكة معطوب إلى شرفة المنزل لتلقي خطاب المناسبة على جماهيرفي حالة غليان والتي رفضت السماع لها مطالبة برحيل أيت حمودة فوراً، فردة عليهمبكل وسذاجة وصبيانية بأن "البيت بيتها وهي حرة في استقبال من تشاء"فازداد التوتر والهيجان وهي راحت تثير نرفزتهم أكثر بدل أن تعاملهم بحكمة وان تحاول تهدئة الخواطر والنفوس بكلام توازني، وما زاد الطين بلة والنيران اشتعالا إذ راحت تكيل التهم جزافا علي بعض الحاضرين بانهم عملاء للنظام وأتباع الماك المندسين داخل الحاضرين للتأثير سلبا على السير الحسن للحفل،ولتدق المسمار الأخير في نعش الحفل صاحت في وجه احد الحضور مخاطبة إياه بأن "النقود قدمت لرئيسك، قدمت لفرحات...إسرائيل !".
ولو أن عائلة معطوب عادة في الأخير بطريقة شبه دبلوماسية لترضي الجميع، وهذا بترديد شعار اليوم وغداً معطوب موجود موجود واليوم وغداً فرحات موجود موجود، لكن كل خواطر النفوس قد كسرت.
ولم ينتظر طويلاً فصدر بيان عن حركة الماك بعد اعة من الحادثة موقع من اعلي مستوي لها، لأنه أكيد لهم أعين في كل مكان وعلم بكل ما يجري وجري، مؤكدين بأن الطبقة السياسية هي من جعلت من نورالدين أيت حمودة كبش فداء في قضية اغتيال معطوب الوناس، وبان الماك طالب ويطالب بلجنة تحقيق دولية حول الجريمة لأنها هي من سمحت لجناح الغرب ان يستحوذ على السلطة على حساب جناح الشرق.