Рет қаралды 552
الاتباع فرع عن المحبة..ووجود المحبة لا يعني إهمال الاتباع
▪ والمحبة أساس التعظيم، فإنك لا تعظم من تكره.
▪ والمحبة إحساس يخالج القلب لأنها من أعمال القلوب، ولا يشترط في المحبة الطاعة، فقد تطيع بدون محبة كما يفعل المنافقون، وقد تحب من ليس بالضرورة تطيعه كحبك لولدك أو زوجتك أو دابتك أو عربتك أو بيتك. وقد تعصي بدافع المحبة كما أبى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه أن يثبت في الصلاة عندما حضر رسول الله ﷺ وأمره بأن يثبت، وكما أبى سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن يمحو اسم النبي ﷺ من الصحيفة يوم الحديبية مع أن النبي ﷺ أمره بذلك.
▪ علامة المحبة الصادقة هي الشوق لرؤية المحبوب فقال النبي ﷺ: «إن من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله»[رواه مسلم]، وهذا صريح في أن الشوق له ﷺ علامة على شدة محبته.
▪كل مسلم هو متبع ومطيع لله عز وجل ولرسوله ﷺ، كيف لا وهو يشهد الشهادتين، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويعمل غيرها من الطاعات.
▪️ السعي لمحبة النبي ﷺ أكثر من النفس هو في حد ذاتها طاعة لقوله ﷺ: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه»[أخرجه الإمام أحمد]
▪ الإنسان لا يحب من يجهل، فلكي تحب يجب أن تتعرف على المحبوب وهذا الذي يفعله الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
▪ لو كان الإتباع علامة المحبة لما شهد النبي ﷺ لمدمن خمر بأنه يحب الله ورسوله كما أخرج البخاري في صحيحه وأبو يعلى في المسند وأبو نعيم في الحلية والضياء في المختارة وغيرهم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلًا كان يلقب حمارًا وكان يهدي لرسول الله ﷺ العكة من السمن والعكة من العسل، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به إلى رسول الله ﷺ فيقول: «يا رسول الله أعط هذا ثمن متاعه»، فما يزيد رسول الله ﷺ أن يبتسم ويأمر به فيعطى، فجيء به يومًا إلى رسول الله ﷺ وقد شرب الخمر فقال رجل: «اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتي به رسول الله ﷺ»، فقال رسول الله ﷺ: «لا تلعنوه فإنه يحب الله ورسوله»
فأين الإتباع والطاعة في إدمان أم الكبائر؟!!
▪ المحبة أصل والطاعة فرع، فإن تعاهد المحبة يثمر لاحقًا عن الطاعة والصدق والتضحية والإيثار لكن لا تلازم بينهما في الأصل كما تقدم بيانه.
▪ ورد في الصحيحين أن أعرابيًّا سأل النبي ﷺ: متى الساعة؟ فقال له: «وماذا أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها من شيء، غير أني أحب الله ورسوله. فقال له ﷺ: «أنت مع من أحببت»، فلو كان الإتباع علامة المحبة لما قبل النبي ﷺ منه إجابته: «ما أعددت لها من شيء» فضلًا عن أن يبشره بأنه مع الله ورسوله.
▪ بعد أن بشر النبي ﷺ الأعرابي بأن المرء مع من أحب قال سيدنا أنس رضي الله عنه: «فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي ﷺ: (أنت مع من أحببت)، قال أنس: فأنا أحب النبي ﷺ وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم» وهذا صريح في فهم الصحابة أن الإتباع والطاعة ليس علامة للمحبة.
▪ لو كان العصيان واقتراف الخطأ علامة على عدم المحبة لاقتضى ذلك أن المؤمنين لا يحبون الله تعالى لقول النبي ﷺ: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
▪ أما قوله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) فإن الآية تتحدث عن محبة الله عز وجل (إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ) وليس عن محبة رسوله ﷺ. وقد نزلت فيمن زعم محبة الله عز وجل ولا يريد أن يؤمن برسالة سيدنا محمد ﷺ لأن الاتباع هنا بمعنى الإيمان بالرسالة، فأوجب الله عليه الإيمان برسوله حتى يقبله الله عز وجل. قال الطبري في تفسيره: «هذا أمرٌ من الله نبيَّه محمدًا ﷺ أن يقول لوفد نجران الذين قدموا عليه من النصارى: إن كان الذي تَقولونه في عيسى من عظيم القول، إنما تقولونه تعظيمًا لله وحبًّا له، فاتبعوا محمدًا ﷺ» انتهى.