Рет қаралды 2,850
هل ارتد أحد من المهاجرين والأنصار بعد وفاة رسول الله (ص)؟ ماذا تقول آية (الانقلاب)؟
استغلال آية الانقلاب لاتهام المهاجرين والأنصار بالردة بعد وفاة رسول الله (ص)
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ )،
آل عمران 144
والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم
التوبة 100
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم
التوبة 117
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب
ال عمران 7
عز الدين محمد is with عز الدين البغدادي. آية الانقلاب
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ )، باعتبار أن الفهم الشائع عنها أنها تدل على وجود انقلاب وارتداد بعد وفاة النبي (ص) وهي تتنبأ به، أو تخبر عنه.
من المهم أولا أن نعرف سبب نزول هذه الاية، فقد نزلت وفيها توبيخ وعتب على بعض الصحابة يوم أحد ممن سمعوا بأن النبي (ص) قتل فأصابهم الوهن والضعف فهربوا من المعركة. أي إن الآية في الواقع كانت تدلّ على حدث معيّن وقع في زمن معيّن في يوم أحد، وليس إخبارا عن أمر سيحدث فيما بعد.
وأما أنها تخبر عن موضوع حدث أو سيتحقق في المستقبل فهو غير واضح، نعم متى حصل الانقلاب او الارتداد قيمكن أن يخاطب المنقلبون بهذه الآية، لكنها لا تثبت حصول الارتداد في هذا الزمن أو مستقبلا.
اضف إلى ذلك فإن الانقلاب على الأعقاب الذي جاءت به الآية ليس ارتدادا، بل هروب من المعركة او كما يسمى الفرار من الزحف وهذا ذنب عظيم من الناحية الشرعية لكنه يقبل التوبة ولهذا تاب الله عليهم بالنص، حيث قال بعد ذلك: ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلـَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) .
نعم، إن قوله تعالى ( وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئا ) قاعدة عامّة، جاءت بصورة القضية الشرطية التي يتحقق تاليها على فرض تحقق مقدمها دون أن تدل على تحقّق المقدمة أو عدم ذلك، أي ليس فيها ما يدل على وجود من انقلب أو عدم وجودهم.
روى الكشِّي في رجاله كما في اختيار معرفة الرجال، ص 5 بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد. قال الراوي فقلت: عمار؟ قال: كان جاض جيضة، ثم رجع، ثم قال: إن أردتَ الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم، لو تكلَّم به لأخذتهم الأرض، وهو هكذا، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم. (اختيار معرفة الرجال: 5). وجاض: أي عدل عن الحق، وفي بعض النسخ: حاص، أي انهزم.
وفي حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام]، وعمار، وأبو عروة، وشتيرة، فكانوا سبعة، فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة. (نفس المصدر: 11).
وروى فيه أيضاً بإسناده عنه عن أبيه عن جدِّه عن علي عليه السلام قال: ضاقت الأرض بسبعة، بهم تُرزقون، وبهم تُنصرون، وبهم تُمطرون، منهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة، رحمهم الله، وكان علي عليه السلام يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. (نفس المصدر: 6).
وروى الكليني في الكافي عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما أقلَّنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة. قال حمران: فقلت : جعلت فداك، ما حال عمار؟ قال: رحم الله عماراً أبا اليقظان، بايع وقُتل شهيداً، فقلت في نفسي: ما شيء أفضل من الشهادة. فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة؟ أيهات، أيهات. (الكافي 2/244).