Рет қаралды 1,844
أن تكون من خير البرية، الدليل:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 6]
وبين أن يكون الذي شرد عن الله:
﴿ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 6]
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾
[ سورة البينة: 6]
بآخر الآية:
﴿ أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 6]
لذلك الإنسان في عالم الأزل، نحن الآن في عالم الصور، هذه طاولة، وهذا كمبيوتر، نحن في عالم الصور، وكنا في عالم الأول، في عالم الأزل الله عرض:
﴿ الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
والسماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله، الله عرض الأمانة على كل الخلائق.
﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
فلما قبل الإنسان حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، الأول رتبةً، والذي قبل حمل الأمانة، ولم يفِ بالوعد كان:
﴿ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 6]
أحقر حيوان الإنسان أحقر منه إذا كفر بالله، وأعظم ملك الإنسان فوقه إذا عرف الله.
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :
لذلك الإنسان خياره في الدنيا مع مليون موضوع خيار قبول أو رفض، أراد أن يشتري بيتاً، البيت لم يعجبه، حجمه صغير، وسعره كبير، فرفضه، معك خيار رفض، خطب فتاة لم تعجبه أخلاقها، رفض الزواج منها، معك في الحياة مليار خيار، بشراء بيت، سيارة، شريك، تقسم الشركة، صديق حميم، معك مليار خيار، إلا مع الإيمان معك خيار وقت، ليس خيار قبول أو رفض، معك خيار وقت، ما الدليل؟ ما معنى ذلك؟ أي هذا الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
[ سورة النازعات: 24 ]
والذي قال:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
[ سورة القصص: 38]
هذا فرعون أكفر كفار الأرض، حينما أدركه الغرق، قال:
﴿ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾
[ سورة يونس: 90]
﴿ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾
[ سورة يونس: 91]
لا يوجد إنسان على وجه الأرض، إلا وسوف يؤمن بما جاء به الأنبياء، لكن أين البطولة؟ أن تؤمن بالوقت المناسب، أين الحمق والغباء؟ أن تؤمن بعد فوات الأوان.
طالب دخل الامتحان، و هو لم يدرس، أخذ صفراً، رجع إلى البيت فتح الكتاب فهم الموضوع، رجع إلى الفحص أعطوني ورقتي، لا، انتهى الأمر، الفرصة انتهت، فلابد من أن تؤمن في الوقت المناسب.
﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾
[ سورة الأنعام:158]
لا يوجد خيار، هذا الوقت المناسب، جيء بك إلى الدنيا من أجل أن تؤمن، ومن أجل أن تعرف الله، ومن أجل أن تستقيم على أمر الله، ومن أجل أن تعمل صالحاً هو ثمن الجنة، فإن لم تفعل في الدنيا ما أُمرت به، أنت عند الموت أو بعد الموت لابد من أن تؤمن لكن بعد فوات الأوان، ولا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً.
أقوال الملحدين و الطغاة لحظة موتهم :
الحقيقة بحث لطيف جداً، هناك داعية مسلم، يقابله داعية ملحد، يدعو للإلحاد، الدين أفيون الشعوب، يقول لك: الدين أوهام، الدين ما وراء الطبيعة، لكن عثرت على موضوع دقيق جداً، ملحدون وطغاة ماذا قالوا على فراش الموت؟ ملحدون ليسوا ملحدين عاديين، الملحد العادي ليس مقتنعاً بالدين، هذا ملحد عادي، أما ملحد يدعو للإلحاد، يرفع لواء الإلحاد، فهذا سيزار بورجيا، قال: في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له، ملحد كبير.
أنا أقول كلمة: والله يا أخوان من باب المحبة والمودة دقق وفكر في ساعة الموت.
(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))
تدخل للبيت قائماً مدة ثمان و ستين سنة، أو سبع و ثمانين سنة، أو سبع و تسعين سنة، لكن مرة ستخرج بشكل أفقي، هذه الحالة الأفقية أدخلها بحسابك.
(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))
قال: في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له، سيزار بورجيا أحد أكبر الملحدين.
توماس هبس، فيلسوف وسياسي قال: أنا على وشك القتل في الظلام، بالدنيا يوجد زوجة، الزوجة مؤنسة، أولاد، بنات صبايا، شباب، لقاءات، سهرات، رحلات، سياحة، ولائم، أشياء كثيرة جداً، أما على فراش الموت فلا يوجد شيء أبداً.
أذكر كنت مرة بجدة بدعوة دعوية، فهناك فندق على البحر أمامي بناء ما رأيت أجمل منه، من أربعة عشر طابقاً، تحدثت عنه مساءً فقال لي أحدهم: هذا له قصة، ما قصته؟ قال لي: هنا أرض يملكها أعرابي بدوي، وجدة توسعت تسعين كيلو متراً، قطرها الطولي تسعون كيلو متراً، عمان ستون، جاء مكتب عقاري اشترى الأرض بثمن بخس، صاحب الأرض لا يوجد عنده خبرة بالأسعار، وجد أن الرقم كبير جداً فباع، والثاني كان قد أخذه بربع ثمنه- القصة دقيقة جداً وواقعية وأنا البناء رأيته بعيني- هذا البناء له ثلاثة أصحاب، عمروا هذا البناء، ثلاثة تجار عمار اشتروا هذا البناء بثمن بخس وعمروه أجمل بناء، ثلاثة تجار، الأول وقع من أعلى البناء فنزل ميتاً، والثاني دُهس، فانتبه الشريك الثالث، لأنه هو ربط بين موت شريكيه وبين الاحتيال على هذا الأعرابي صاحب الأرض، بحث عن الأعرابي فيما أذكر ستة أشهر بالتمام والكمال حتى عثر عليه، وكان يسكن بخيمة، أعطاه الفرق ثلاثة أضعاف الثمن، قال له هذا البدوي: أنت لحقت حال، وكل واحد منا ما دام قلبه ينبض يلحق حاله.
لي قريب عنده بالشام محل حلويات يبيع كاتو، قال لي: مرة دخل شخص رمى لي عشر ليرات وهرب، بعثت الصانع ليرى قصته، قال له: والله أنا من حوالي عشر سنوات أكلت قطعة كاتو ولم أدفع ثمنها، خفت من الله، دفع له عشرة أضعاف.
أخواننا الكرام؛ الموت حق، لا يوجد حدث أكثر واقعية من الموت.
كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت:
والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر