همسات رقيقة ... العصفورة ... جورج دحدل

همسات رقيقة
العصفورة ....
أذبلت الشمسُ خيوطها الذهبية وسكنَ الهدوءُ من حولي ولبسَ الليل حلتهُ الداكنة....
فجأة بدأت حبات المطرِ تتساقطُ وتطرق نافذتي الصغيرة وبدأت تعزفُ لحناً ليس ككلِ الألحان ....
و ليس كمثلِ عادتها ..... شيءٌ مميزٌ في رقصَتها و ألحانِها المتناغمةِ .....
فهي تتساقط بنعومةٍ رائعة .... تعزفُ لحناً رقيقاً، عذباً شجيّ ......
لا أعرفُ كيفَ أصفهُ لكِ أيتها العصفورة .......
فرقتُهُ كرقةِ صوتكِ المبحوح .... الذي يلامسُ الوترَ فيصدرَ منهُ أعذب الألحان و الألوان .....
ورائحتهُ كرائحتكِ .... فهوَ كرائحةِ الندى عندَ الصباحِ الباكر حين يلامسُ سنابلَ القمحِ الذهبية ....
و زعترَ الوادي الأخضر و شقائقَ النعمان .....
كالياسمينةِ الدمشقيةِ الفواحةِ بالطيب التي تُعطر قلبيَ الصغير في كلَ صباح ....
فما أرقكِ أيتها العصفورة ... وما أجمل ألونِ ريشاتكِ البهية ...
فهل ستغردين لي في كلِ صباح ؟؟؟
أيتها العصفورة ....