Рет қаралды 144,028
صوت يحمل دفء الأرض و رقة النهرين، يحمل أحزان جلجامش و إن كي دو ، صوت كرائحه الشال الأسود الذي تتلفح به جداتنا، صوت يرتعش ارتعاشات طير عاشق، يرتعش ارتعاشة يتيم في الغربة، و أنين الحرف على شفتيه يتلظى من تلك العذوبة في العشق، فنان العراق العريق و الدافئ.
رياض احمد
هو المطرب عبدالرضا بن مزهر بن نجم بن عبدالله السباهي من مواليد محافظة البصرة التنومة لعام 1951 .
دخل الاذاعة مطرباً ريفياً متأثراً بالمطربين محمد باقر العلام ، والملا صيهود الكرناوي لكنه بمرور الزمن بدأ يغني للمدينة بنكهة ريفية بحكم التقارب الحاصل بين المدينة والريف وتلاشي الحواجز الحسية والحضارية بينهما ، كانت البداية صعبة والمنافسة محتدة في ان يجد له موطئ قدم على عتبات الشهرة والابداع لاسيما اذا عرفنا ان في تلك الفترة كانت هناك اصوات غنائية جميلة تتصدر الساحة الغنائية امثال ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد وكمال محمد وفؤاد سالم وقحطان العطار.
لكن المطرب رياض احمد استطاع ان يوصل صوته الى الناس بفضل ما يتمتع به من موهبة الصوت والقدرة على التطريب وان يختط له لوناً غنائياً يتفرد به عن الاخرين ويؤثر ليس بالمستمع حسب وانما في شريحة كبيرة من المطربين الذين جاءوا من بعده وكانت له خصوصية اداء متفردة وهو يغني طور" المحمداوي " الذي حاول الكثير من مطربي هذا الجيل تقليده والملاحظة الجديرة بالذكر ان الكثير من مطربي جيله توقفوا عن الغناء في منتصف فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بسبب اختلاف البنية الذوقية والسمعية الا ان المطرب رياض احمد تواصل مع الغناء واستطاع ان يقدم اجمل روائعه الغنائية في تلك الفترة التي جمعت فيها المطربين الاخرين مثل اغنية" مجرد كلام " واغنية" ان الاون " واغنية" مره ومره " التي ابدع في تلحين جميع هذه الاغاني الملحن جعفر الخفاف ليشكل هذا الملحن مع رياض احمد ثنائية ابداعية راحت تحلق خارج السرب. و ان نبراته الصوتية تحمل بين طياتها الروحية البصراوية مهيأة بشكل رائع لطور المحمداوي الذي تشم به رائحة ميسان واهوارها الجميلة ، يجيد اطوار الابوذيه و من اغانيه: انهدم بية-ذبي العباية-الولد نام --يا ناس دلوني-عيون غزلان --يمة انطيني الدربيل و غيرها. والشيء اللافت للنظر ان الراحل رياض احمد رغم عطائه الابداعي في حقل الغناء وحب الجمهور له الا انه لم يحظ او يتسلم اية جائزة ابداعية من قبل مؤسسة او دائرة او وزارة في ظل النظام السابق فقد درج النظام السابق على تذكر الفنانين والكتابة عنهم لكن بعد رحيلهم وبعد ان يوارى جسدهم التراب لكن الراحل بقي حيا في ذاكرة المستمع العراقي وما زالت اغنياته ندية تعطر افياء الذائقة المسمعية لدى الجمهور وهو يعيد سماعها بين الحين والاخر .توفي هذا الفنان المعطاء في اذار عام 1997 .