جهاد النفس والشيطان أصل لجهاد الكفار المعتدين

جهاد النفس والشيطان أصل لجهاد الكفار المعتدين - د. محمد خير الشعال

Рет қаралды 3,215

Күн бұрын

تَعرِض الخُطبة للحديث عن جهاد النفس(الحث عليه- أهميته- مراتبه- أثره على جهاد الكفار المعتدين).
خطبة: جهاد النفس والشيطان أصل لجهاد الكفار المعتدين
من سلسلة: خطب فلسطين متفرقات
بتاريخ: 2024/01/26
للشيخ الطبيب محمد خير الشعال
في مسجد: أنس بن مالك
لمتابعة الخطبة على:
• الساوندكلاود: / 60g
00:00:00 مقدمة الخطبة
00:02:37 بداية موضوع الخطبة
00:04:12 أنواع الجهاد في القرآن والسنة
00:07:27 أول مراتب جهاد النفس تعلم الهدى ودين الحق وأحكام الدين
00:12:42 المرتبة الثانية مجاهدة النفس على العمل بالعلم
00:15:20 المرتبة الثالثة مجاهدة النفس على الدعوة إلى ما تعلمت
00:18:02 المرتبة الرابعة الصبر على مشاق الدعوة وأذى الخلق في نقل الخير والهدى إلى الآخرين
00:20:52 ملخص الخطبة وختامها ووصيتها
مختصر خطبة صلاة الجمعة 26/ 1/ 2024 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال, في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي
(جهاد النفس والشيطان أصل لجهاد الكفار المعتدين)
جهاد النفس أربع مراتب:
أولها: أن تجاهدَها على تعلّمِ الهدى ودينِ الحق الذي لا فلاح ولا سعادة في معاشك ومعادك إلا به، ومتى فاتك علمُه شقيتَ في الدارين. قال أبو يزيد البسطامي: عملت في المجاهدة ثلاثين سنة، فما وجدت شيئا أشد عليّ من العلم ومتابعته.
وذنوبُ العباد كلها مرجعها إلى أمرين: جهل وظلم، وإنما يُدفَع الجهل بالعلم، ويدفع الظلم بمجاهدة النفس والذكر.
لما سأل سيدُنا موسى عليه السلام الخضرَ أن يتبعه على أن يعلمه قال: ﴿هَلْ ‌أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ أجابه الخضر عليه السلام بقوله: ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ في دلالة واضحة أنّ العلم محتاج إلى الصبر، والصبر محتاج إلى مجاهدة النفس.
والمرتبة الثانية: أن تجاهدَها على العملِ بالعلم، وإلا فمجرد العلم بلا عمل لا ينفع.
ألّفَ الحافظُ العَلَمُ الخطيبُ البغدادي كتاباً نفيساً عنونه "اقتضاء العلم العمل"، مما قال فيه: (العلم شجرة والعمل ثمرة، وليس يُعَدُّ عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً، والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة، وقيل: العلم والد والعمل مولود، فلا تأنس بالعلم ما كنت مقصراً في العمل ولكن اجمع بينهما، وإن قل نصيبك منهما).
والمرتبة الثالثة: أن تجاهدَها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كنت من الذين يكتمون ما أنزلَ الله من الهدى والبينات. وقد جاءَ في الحديث النبوي الشريف الكثيرُ الكثيرُ من تعليم الجاهل وتذكير الغافل وإجابة السائل، قال رسول الله ﷺ: «بلغوا عني ولو آية» «ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم» «علموا، ويسروا ولا تعسروا».
ولعلّ نفسك تمنعك من التبليغ والتعليم بحجة الانشغال حيناً، وبالتخويف حيناً آخر، وبقولها إنك لا تعلم حيناً ثالثاً، وبقولها إنك لا تصلح حيناً رابعاً، فجاهدها واحملها على تعليم الخلق وتبليغ الحق ولو كرهت.
والمرتبة الرابعة: أن تجاهدَها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، وتتحمل ذلك كله لله، ولك في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة، واذكر أنهم آذوه وأغرَوه وهددوه وحاصروه وقاطعوه وهجّروه وأرجفوا واستهزؤوا به وقاتلوه؛ ليترك الدعوة إلى الله ودلالة الخلق إلى الحق، وهو صلى الله عليه وسلم صابر صامد محتسب مقبلٌ غيرَ مدبر، فجاهد نفسك الضعيفة كما جاهد صلى الله عليه وسلم نفسَه الشريفة لتحذو حذوه، وتسلك دربه، وتستنَّ بسنته، وترقى بمتابعته صلى الله عليه وسلم.
إذا استكملَ العبدُ هذه المراتب الأربعة من مجاهدة نفسه في العلم والعمل والتعليم والصبر عليها صار من الربانيين، فإنّ السلفَ مجمعون على أنّ العالِم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلّمَ فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماوات.
وهذا المجاهدُ لنفسه إذا جاهد شيطانَه مع نفسه؛ صار حرياً أن يجاهد عدوَّه من الكافرين، وجديراً بأن يقارع المعتدين، أمّا من ضعفَ عن جهادِ نفسه فهو عن جهادِ عدوِّه أضعف، ولذلك لما درجَ مجاهدو غزة وفلسطين في حِلق العلم، ونهضوا في ساح العمل، وجدوا في درب التعليم، صابرين محتسبين، رأيناهم في ساح الوغى ثابتين مرابطين مؤمنين لعدوهم قاهرين.
والحمد لله رب العالمين
الحسابات الرسمية:
• الموقع: dr-shaal.com
• اليوتيوب: / drshaaltube
• الفيسبوك: FB.com/DrShaal
• التلجرام: t.me/drshaal
#محمد #خير #الشعال