Рет қаралды 227
خمس صفات لكي تكون مؤمنا حقا وصدقا_الدكتور محمد عبد الجليل
المؤمنون حقًا.. هذه صفاتهم وهذا جزاؤهم:
من هم المؤمنون حقًّا؟
هذا ما نتعرف عليه في هذه الآيات الكريمة من سورة الأنفال:
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (الأنفال: 2-4).
ذكر الله تعالى صفات المؤمنين بحق الذين يلتزمون هذه الصفات:
1- الذين إذا ذُكر الله أمامهم خافت قلوبهم، وامتلأت خشية لجلاله وعظمته، وهابت وعيده، وتذكرت وعده للمحسنين أعمالهم.
2- والذين إذا قرئت عليهم آيات القرآن، زادتهم إيمانًا وتصديقًا، وإقبالًا على العمل الصالح؛ لأن كثرة الأدلة والتذكير بها يوجب زيادة اليقين وقوة الاعتقاد.
3- والذين هم يتوكلون على ربهم وحده، وإليه يلجَئُون ولا يرجون غيره، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولكن ذلك التوكل ليس بمعنى التواكل، وإنما التوكل يكون بعد اتخاذ الأسباب من عمل وسعي وجدّ واجتهاد، أما ترك الأسباب أو الوسائل المطلوبة عقلًا وعادة فهو جهل بمفهوم التوكل.
4- والذين يقيمون الصلاة؛ أي: يؤدونها كاملة الأركان والشروط من قيام وركوع وسجود وتلاوة وأذكار، في مواقيتها المحددة لها شرعًا، مع خشوع القلب، وسكون النفس، ومناجاة الرحمن، وتدبر قراءة القرآن.
5- والذين ينفقون بعض أموالهم في سبيل الله سبيل الخير، ومن أجل مصلحة الأمة، وفي سبيل تقويتها، والإنفاق يكون بإخراج الزكاة المفروضة، وأداء الصدقات التطوعية، والنفقات الواجبة على الأهل.
وجزاء هؤلاء المؤمنين المتصفين بالأوصاف الخمسة المتقدمة أنهم- دون غيرهم- المؤمنون حق الإيمان،
ولهم هذه العطايا:
أولها: أن لهم عند الله درجات، والدرجات لَا تذكر إلا للدرجات العليا، ومعنى {لهُمْ دَرَجاتٌ}: أن السبق عند الله، وأنهم علوا على الناس بهذه الدرجات، فهو بيان للتشريف؛ كما نقول- ولكلام الله المنزلة-: لفلان مكانة عندي، فأي درجة أعلى من درجات عند الله.
ثانيًا: أن لهم مغفرة؛ أي: أنه غفار الذنوب، وقابل التوب، يغفر لهم، وذلك تقريب من الله تعالى لهم، فإنه تعالى يتجاوز عن سيئاتهم إذا تابوا وأنابوا، وتلك منزلة مقربة، وتثبت أنهم قريبون منه تبارك وتعالى.
ثالثًا: رزق كريم، والرزق عطاء الله تعالى، وهو رزقان: مادي ومعنوي، فأما المادي: فهو عطاء الله في الدنيا، بحيث يغنيه عن الناس لَا يجعل حاجته عند أحد.
والمعنوي: هو رضا الله تعالى وتغمده برحمته في الآخرة، بالنعيم المقيم وإبعاده عن العذاب الأليم، فهذا رزق،
ومن الرزق المحامد، وأن يقول أهل التقى فيه الخير، ولا يقولون إلا خيرًا.
ومن الرزق الكريم ألا يوفق لعمل السوء، ولا يوفق إلا للخير.
ووصف الرزق بالكريم يفيد أنه لَا يكسب إلا بشريف الأعمال، ولا يتدلى في طلبه إلى حيث الأشرار، والمعنى أنه يرزق من خير، ولا ينفق إلا في خير، ولا يكتسب إلا من مكان كريم، والله يرزقه من حيث لَا يحتسب.
اللهم اجعلنا من المؤمنين حقًّا.