من أعظم المصائب الّتي يُبلى بها العبد أن يعيش حياته على جهالة بالدّين الّذي خلقه اللّه -سبحانه وتعالى- لأجله وأوجده لتحقيقه. ولهذا يقول اللّه -سبحانه- {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ والإِنْسِ ..} لمذا ؟ {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُون بِهَا}: أي: أنهم أهل جهالة بالدّين الّذي خلقهم اللّه -سبحانه وتعالى- لأجله وأوجدهم لتحقيقه. فَقِهُوا في أمور الدّنيا {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}: فلهم عناية بالدّنيا وهم مكبّون عليها وهي أكبر همّهم ومبلغ علمهم. أمّا دينهم الّذي خلقهم اللّه -سبحانه وتعالى- لأجله وأوجدهم لتحقيقه فهم أهل جهالة فيه