من فضل سورة سبأ حديثها عن الرسالة النبوية وتوضيحها، مثل قوله تعالى في الآية الكريمة: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ” [سبأ: 28]، بالإضافة إلى ذكر الله للكافرين في قوله عز وجل: “وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ” [سبأ: 43]، إلى جانب مناقشة الله سبحانه وتعالى من خلال نبيه صلى الله عليه وسلم، بل يعتبر الأمر أقرب إلى التحدي والتعجيز مثل قوله تعالى: “قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ” [سبأ: 46]. حيث يقول لهم كذلك أنه ينصحهم ويدعوهم إلى أمر واحد يعملون به، إذ يقول سبحانه وتعالى: “أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا” [سبأ: 46]، حيث يدعوا الله المسلمين إلى عدم العصبية في أمور الحياة، سواءً كانوا مثنى أو جماعات من أكثر من هذا حتى يتشاورون ويتحاورون، وأيضًا لو كانوا كل فرد على حدى، ومن ثم يتفكرون حول النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وما أرسله الله به، وهو التفكر في كونه رسول على حق أم هو عبارة عن كاذب مفتر.