Рет қаралды 373,553
البركة
هي السعادة أو النماء والزيادة.
البَرَكة- بفتح الباء والراء- لغةً: ثبوت الخير الإلهي في الشيء، [۱] والزيادة والنماء في الشيء. [۲][۳] وأصلها بُرُوك الإبل، إذا وقع على بَركِهِ- أي صدره- وثبت.
والمبارك: ما يأتي من قبله الخير الكثير، [۴] ومنه قوله تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ»، [۵] وقوله تعالى: «وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ»،[۶] أي ثابتاً ومكنوناً فيه الخيرات.
قال الراغب: «لمّا كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يُحسّ وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر، قيل لكلّ ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مبارك». [۷]
والتبرّك: طلب البركة من اللَّه بالشيء المبارك، كالكعبة والقرآن والحجر الأسود وتربة الحسين عليه السلام ونحوها.
ويستعمله الفقهاء في نفس معناه اللغوي.
ما يزيد في البركة
وردت عدّة أسباب توجب زيادة البركة، وأهمّها إجمالًا ما يلي:
أ- تقوى اللَّه عزّوجلّ:
قال اللَّه سبحانه وتعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ». [۸]
فالآية تدلّ على أنّ التقوى التي تمارسها الجماعة توجب هطول البركات عليهم ونزولها من كلّ حدب وصوب.
وفي رواية سليمان الجعفري عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «أوحى اللَّه عزّوجلّ إلى نبيٍّ من الأنبياء: إذا اطِعتُ رضيتُ، وإذا رضيتُ باركت، وليس لبركتي نهاية...». [۹]
نعم، قد يكون تحصيل التقوى في نفسه على الجماعة متوقّفاً على نزول الابتلاءات عليهم كي يمتحن المولى صبرهم، من هنا نجمع بين ابتلاء المؤمنين بألوان البلاء من الموت والجوع والخوف ونقص الثمرات، وما دلّ على أنّ التقوى توجب نزول البركات من السماء وصعودها من الأرض.
ب- الدعاء:
ورد الحثّ على الدعاء بالبركة في جملة من النصوص ، ومن ذلك ما جاء في آداب الملابس والمناكح والمتاجر والأطعمة وغيرها، مثل رواية السكوني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: علّمني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا لبستُ ثوباً جديداً أن أقول: الحمد للَّهالذي كساني من اللباس ما أتجمّل به في الناس، اللّهمّ اجعلها ثياب بركةٍ، أسعى فيها لمرضاتك وأعمُر فيها مساجدك...». [۱۰]
ورواية أبي بصير في آداب النكاح ، قال: قال لي أبو عبد اللَّه عليه السلام: «إذا تزوّج أحدكم كيف يصنع؟» قلت: لا أدري، قال: «إذا همّ بذلك فليصلّ ركعتين ويحمد اللَّه، ثمّ يقول: اللّهمّ إنّي اريد أن أتزوّج، فقدّر لي من النساء أعفهنّ فرجاً...وأوسعهنّ رزقاً، وأعظمهنّ بركة...». [۱۱]
ورواية الصنعاني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «كان علي بن الحسين عليه السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال: «الّلهمّ هذا من منّك وفضلك وعطائك، فبارك لنا فيه...». [۱۲]
وقد وعد اللَّه الداعين الصادقين بالاستجابة ؛ فيكون الدعاء موجباً لزيادة البركة والخير بحسب مضمونه الذي اشتمل عليه.
ج- صنائع المعروف والصدقات:
قال اللَّه تعالى: «مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً»، [۱۳] وقال عزّوجلّ: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ». [۱۴]
وفي رواية السكوني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار أي: يصنع فيه المعروف. [۱۵] فيه المعروف من الشفرة في سنام الجزور ، أو من السيل إلى منتهاه». [۱۶]
من هنا حثّت الشريعة على الصدقات ودفع الحقوق الشرعية والإطعام لا سيّما للمحتاجين لتحصيل المزيد من الخير الدنيوي والاخروي.
د- الحجّ والعمرة وزيارة بيت اللَّه:
قال اللَّه سبحانه وتعالى: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ». [۱۷]وفي رواية السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:وحجّوا تستغنوا». [۱۸]
وفي مرفوعة علي بن أسباط إلى أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: حجّوا واعتمروا تصحّ أجسامكم، وتتّسع أرزاقكم، ويصلح إيمانكم، وتكفوا مؤنة الناس ومؤنة عيالاتكم». [۱۹]
وفي رواية الفرّاء ، قال: سمعت جعفر ابن محمّد عليه السلام يقول: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: تابعوا بين الحجّ والعمرة ؛ فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الكِير: كير الحدّاد، وهو زقّ أو جلد غليظ ذو حافّاتينفخ به.[۲۰] خبث الحديد». [۲۱]
ه- زيارة الإمام الحسين عليه السلام:
جاء في بعض الروايات ما يدلّ على أنّ زيارة الإمام الحسين الشهيد عليه السلام توجب البركة، ففي رواية الحضرمي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام- في حديث- أنّه قال لأعرابي قَدِم من اليمن لزيارة الحسين عليه السلام: «ما ترون في زيارته؟» قال: إنّا نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا، قال: فقال له أبو عبد اللَّه عليه السلام:«أفلا أزيدك من فضله فضلًا يا أخا اليمن؟» قال: زدني يابن رسول اللَّه، قال: «إنّ زيارة أبي عبد اللَّه عليه السلام تعدل حجّة مقبولة متقبّلة زاكية مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم»... فلم يزل أبو عبد اللَّه عليه السلام يزيد حتى قال: «ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم». [۲۲]