🔰 الصبر عند الملمات والشدائد والله هو الأعلم بمصلحة العبد في جميع أموره

🔰 الصبر عند الملمات والشدائد والله هو الأعلم بمصلحة العبد في جميع أموره :
بصورة عامة ، فإن كل صغير وكبير قد دوّن في اللوح المحفوظ وهو قائم في مكنون العلم الإلهي (1) وفيما يخص هذا الموضوع فإن من الضروري معرفته هو أن المؤمن يستوجب عليه حين نزول المصائب والشدائد عليه أن يُسلّم فيها أمره لله تعالى ، ويرضى بطوع نفسه بما كتب الله له ، وما قدر و رضاً برضاك
لا معبود سواك ، يا غياث المستغيثين ، وإن عمق إيمانه يتجسد في هذا الرضا ، بل وطيب النفس بالمقسوم والمقدر من الملمات والشدائد ، فيحمد الله في ذلك ، لأن الحمد لله يكون على كل حال ، فالعبد يجب أن يعلم أن الله رؤوف رحيم ، وإنما يُقدّر لعبده ما يصلح له ، وما هو في نفعه ، فتقديره تعالى إنما هو بمقتضى حكمته ورأفته ، فما يُقدره سبحانه من طول العمر وقصره ، أو الغنى والفقر أو العزة والذلة فكلما ما شاءه سبحانه وقدره لا بد أن يكون في صالح العبد ونفعه ، وذلك من اليقين ، فهو سبحانه يعلم بأنفسنا أفضل منا ، ولو كان الأمر يعود لدينا ، فإننا أنانيون راضون عن أنفسنا ، وهذا مما لا يصلح لنا في نهاية المطاف في حياتنا الإجتماعية ، والله سبحانه قد راعى وحسب في تقديره حتى حب النفس هذا الذي فينا ، لذا يجب أن تطيب أنفسنا لما شاءه وقدره لنا سبحانه
هل تعلمون أن عدم الرضا ، والإعتراض على القضاء والقدر الإلهي هو مما يُسخط الله سبحانه ويُعد من الكبائر (٢) ؟ .
إنه لشقي ذلك الذي يموت ويرحل عن هذه الدنيا ، والله ساخط عليه ومبغضه ، وكم هو حري بالمؤمنين ، أن يُردّدوا ، ويحفظوا هذا الدعاء الشريف الذي ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
( اللهم إني أسألك إيماناً تباشر به قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لن يُصيبني إلا ما كتبت لي ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين ) .
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🔰 الصبر عند الملمات وا...
📚 (1) لكي لا يحصل الإختلاط في الفهم والتفريق بين معاني اللوح المحفوظ والمحو والإثباب ، والتقدير يُفضل مراجعة كتاب إثنان وثمانون سؤالاً للشهيد ( قدس سره )
📚 (٢) جرت الإشارة بشكل مسهب لهذا الموضوع في كتاب : الكبائر ، للسيد الشهيد (قدس سره)