هذا الحوار الذي أضاء على ماضي الكويت العريق والسبّاق إلى الانفتاح واحتضان المحيط جغرافيًّا من الخليج إلى بلاد الشام يذكّرني بماضي لبنان (سويسرا الشرق). أهي ضريبة الديمقراطيّة التي جرّت الويلات علينا في لبنان والجمود في الكويت أم إساءة استعمالها إلى حدّ الفوضى والسماح بتسرّب الفساد إلى مفاصلها وحياتنا العامّة؟ الكويت تستحقّ العودة إلى حياة الازدهار بعد هذه المسيرة الطويلة من الإنجازات والتي توقّفت وتراكمت فيها الأعطال (وتشبيهها بالسيارة من قبل الإعلاميّة إقبال الأحمد). وكم أعجبني هذا التواضع الذي يليق بالحياة فعلًا حين ركّزت الضيفة، الممتلئة ثقافة وفكرًا وجمالًا ، على عدم الانبهار بالأبنية المرتفعة بل على مستوى النظر، وهو تعبير مجازيّ أيضًا أرادته ، يؤشّر على الأصالة والتواضع والبناء الدؤوب بعيدًا من الفورات المؤقتة للنموّ المصطنع والتقليد بعيدًا من طبيعتنا. حلقة جميلة جدًّا تعرّفنا فيها على وضع الكويت بالأمس واليوم من خلال هذا الحوار الراقي من دون إغفال نوعيّة الأسئلة الجيّدة والخفيفة الظّلّ والهادفة للمحاور الأستاذ دشتي. كلّ التقدير.