🔰 الحكمة علم وعمل :

🔰 الحكمة علم وعمل :
🔷️ الحكمة على قسمين : الحكمة العلمية والعملية، فالحكمة العلمية هي فهم وإدراك بعض المعارف والعمل بها ، منها أن الإنسان يدرك أنه عبد ذليل لله العظيم المتعالي ، ويدرك ويفهم معنى النبوة ودرجتها الرفيعة وخاصة مقام خاتم النبوة والرسالة محمد (صلى الله عليه وآله) والولاية والإمامة الممتدة في ذريته المعصومين (عليهم السلام) ومن ثم يكون على معرفة ويقين بالبرزخ والقيامة ووجود الجنة والنار ، وأن الدنيا ماضية نحو الزوال والفناء ، والآخرة آتية للدوام والبقاء ، وبإيجاز فإن الحكمة العلمية هي حصول العلم بحقائق الأشياء والأمور وأسرارها .
🔶️ والحكمة العملية هي تجسيد تلك المعارف بتطبيقها والعمل بها ، ووفق ما تقتضيه أو إنعكاسها في السلوك العملي والأخلاقي ، وحركة الإنسان المؤمن في الحياة ، فهو يحسب لكل ما عرفه وعلم به من تلك الحقائق في كل خطوة يخطوها في حياته ، وتعامله مع المجتمع والعائلة ، فهو حين يعرف أن الحرص
بذيء والبخل مذموم ، ويستيقن أن الحقد والعداوة والبغضاء هي من الخصال السيئة ، فإنه سيسعى قدر الإمكان أن لا يكون فيه شيء من تلك الممقوتات ، وإن كان فيه شيء منها ، فإنه سيجهد نفسه على التخلص منها وآثارها .
نعم ربما يستحصل البعض شيئاً من علم الأخلاق من خلال دورة يمضيها في الدراسة والتحصيل ، لكنه حين لا يُميز ولا يحس بما أصاب قلبه من أمراض النفس أو أنه ليس في صدد علاجه ، ترى ما فائدة ذلك العلم الأخلاقي الذي أستحصله ، وهل يمكن أن يطلق عليه بالحكيم ؟
وكذلك فيما يتعلق بالصفات التكاملية ، فإن إنعدم وجود الخوف والرجاء
ولم يكن هناك وقار وسكينة ، ولا محل للرضا والتسليم في القلب فإن انعدمت هذه الأمور ومثيلاتها فأي فائدة ترتجى ممن عرفها وعلم بها ، ولم يعمل بها وما صلتها بالحكمة ؟ إنما الحكمة هي العلم المصحوب بالعمل والتطبيق .
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🔰 الحكمة علم وعمل :