الحلقة السادسة من سلسلة (البداية والنهاية )قوم ثمود وعقرهم الناقة ونبيهم صالح عليه السلام

Рет қаралды 163

3 ай бұрын

قوم ثمود هم من نسل ثمود بن جاثر بن سام بن نوح ، سكنوا الحجر الى وادي أم القرى بين الحجاز والشام بما تسمى اليوم مدائن صالح وجعلهم الله خلفاء في الأرض من بعد قوم عاد وهم أولاد العم لان عاد وثمود من ولد إرم بن سام بن نوح
وإن الله عز وجل قد مد في أعمارهم حتى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر يعني الطين فينهدم والرجل منهم حي فلما راوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فرهين فنحتوها وجابوها وجوفوها وكانوا في سعة من معيشتهم بعد هذا الفضل الذي انعم الله عليهم فإنهم عبدوا الاوثان فارسل الله لهم نبيا من بينهم أشرفهم وسطا وكان مقبول من قومه، وهو صالح بن عبيد بن اسف بن ماسخ (ماشج)بن عبيد بن خادر بن ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح ، فدعاهم الى عبادة الله وحده لا شريك له وان يخلعوا عباده الاصنام والانداد ولا يشرك به شيئا فامنت به طائفة قليلة منهم وكفر جمهورهم ونالوا منه بالمقال والفعال .
ويقولون لصالح قد كنت صاحب عقلا قبل أن تدعونا إلى عبادة الله الواحد ونترك ما كان يعبد ابائنا وظل صالح يدعوهم الى الله عز وجل فلما لح عليهم الدعاء والتحذير والتخويف طالبوه أن يأتيهم بآية ليثبت لهم انه نبي وعلى حق وكيف يدعوهم بشرا مثلهم لعباده الله ولم ينزل عليهم ملائكه وقد قال من قبلهم قوم نوح وقوم هود وهذه الحجة الباهيه سوف يكررها كل سفهاء الأمم مع انبيائهم .
فقالوا يا صالح اخرج معنا إلى عيدنا أي بعد ما طلبوا منه آية وكان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم فارنا ايه فتدعو إلهك وندعو آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك وان استجيب لنا اتبعتنا ، فقال : نعم . فخرجوا بأصنامهم وصالح معهم فدعوا أصنامهم أن لا يستجيب لصالح ما يدعو قال له سيد قومه واسمه جندع بن عمرو يا صالح اخرج لنا من هذه الصخره ناقه جوفاء عشراء طويله ووصفوها بصفات فان فعلت ذلك صدقناك فاخذ عليهم مواثيق ذلك واتى الصخره وصلى ودعا ربه عز وجل فاذا هي تتمخض كما تتمخض الحامل ثم انفجرت وخرجت من وسطها الناقه كما طلبوها وصوروها وهم ينظرون ثم انجبت سقبا اي ولدا من الناقه مثلها في المواصفات والعظمه فامن به سيد قومه ورهط من قومه فقال لهم صالح هذه ناقه لها شرب يوم فتحلبوا من حليبها ولا تشربون انتم ولكم يوم شرب ، فاذا كان يومها حلبوهاوسقوا انفسهم من حليبها وان كان يومهم سقوا الماء وحذرهم من عقرها فاذا عقرتموها اتاكم عذاب الله من بعد ما ارسل لكم الايات لقد اوحى الله نبي صالحا لقومك سيعقرون الناقه فقال لهم ذلك بما اوحى الله له وهذه الناقه هي امتحان لهم اصلا فقالوا ما كنا لنفعل قال ان لا تعقروها انتم اوشك ان يولد مولود فيكم يعقرها قالوا ما علامة ذلك المولود ؟ فوالله لا نجده الا قتلناه ، قال: إنه غلام اشقر ازرق اصهب احمر فاختاروا ثمان نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا كانوا يطوفون بالقريه فاذا وجدوا المراه تتمخض نظروا لولدها .
فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لاحدهما ابن يرغب بالزواج ولم تكن هناك امرأة كفء له وكان للاخر بنت لا يجد لها رجل كفء فجمع مجلس بينهما فسأل ابو البنت الرجل لماذا لم تزوج ابنك؟ فقال: لم اجد بنت كفء له قال : ابو البنت انا ابنتي كفئا له وانا ازوجك فزوجه فولدا منها مولود فلما راوا النساء القوابل ذلك المولود وهو أصهب أحمر صرخنا وقلنا هذا الذي يريد نبي الله صالح فاراد اخذه فحال جداه بينه وبينهم وكان شر مولود وكان يشب في اليوم ما يشب مثله الشباب في جمعه وفي الجمعه يشب غيره في شهر وفي الشهر يشب غيره في سنه فكان هناك رهط من ثمانية رجال عندما كبر هذا المولود بسرعه فقالوا فليتراس علينا هذا الغلام لمنزله جداه فصاروا تسعة رهط واسم هذا الغلام هو قدار بن سالم .
وان سبب عقر الناقة ذكر المفسرون وأهل السير عدة أسباب منها :
و قِيلَ: إِنَّمَا كَانَ تَقَاسُمُ التِّسْعَةِ عَلَى قَتْلِ صَالِحٍ بَعْدَ عَقْرِ النَّاقَةِ وَإِنْذَارِ صَالِحٍ إِيَّاهُمْ بِالْعَذَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ التِّسْعَةَ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ قَالُوا: تَعَالَوْا فَلْنَقْتُلْ صَالِحًا فَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَجَّلْنَا قَتْلَهُ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا أَلْحَقْنَاهُ بِالنَّاقَةِ، فَأَتَوْهُ لَيْلًا فِي أَهْلِهِ فَدَمَغَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ فَهَلَكُوا، فَأَتَى أَصْحَابُهُمْ فَرَأَوْهُمْ هَلْكَى فَقَالُوا لِصَالِحٍ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ، وَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَمَنَعَهُمْ عَشِيرَتُهُ وَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ أَنْذَرَكُمُ الْعَذَابَ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَا تَزِيدُوا رَبَّكُمْ غَضَبًا، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَنَحْنُ نُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ، فَعَادُوا عَنْهُ، فَعَلَى الْقَوْلِ الثاني يَكُونُ التِّسْعَةُ الَّذِينَ تَقَاسَمُوا غَيْرَ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ، وَالثالث أَصَحُّ، .
الا ان ايه العذاب ان اليوم الاول تصبح وجوهكم صفراء واليوم الثاني تصبح وجوهكم حمراء واليوم الثالث تصبح وجوهكم سوداء فلما اصبحوا اليوم الاول فاذا وجوههم صفراء قالوا هذا يومنا الاول واصبحوا اليوم الثاني واذا وجوه حمراء كانما خضبت في الدماء قالوا هذا يومنا الثاني ثم اصبح اليوم الثالث إذا وجوههم مسودة كأنها طليت في القار فصاحوا جميعا إلا قد حضركم عذاب الله فا تكفنوا و تحنطوا بالصبر والمقر وألقوا انفسهم على الارض فجعلوا يقلبون أبصارهم إلى السماء مرة وإلى الأرض مرة فلما أصبحوا اليوم
الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء إلى الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين فَلَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ جَاءَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَرَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَفَاضَتِ الْأَرْوَاحُ وَزَهَقَتِ النُّفُوسُ، وَسَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ، وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ
#قوم_ثمود #قوم_صالح #عقرو_الناقة #مدائن_صالح