🔰 العظماء الأجلاء يخشون ويهابون العري في يوم القيامة :

🔰 العظماء الأجلاء يخشون ويهابون العري في يوم القيامة :
ورد في كتاب معالم الزلفى ما مفاده أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال : إن النساء تحشر عاريات يوم القيامة ، عندها تبكي الزهراء (ع) وتقول : ( وافضيحتاه ) فهبط جبرائيل (ع) على رسول الله يُخبره أن الله سبحانه يقرأ الزهراء السلام ، ويقول : إنني ضمنت للزهراء أن تقوم يوم القيامة وعليها حلتان من حلل الجنة تسترها .
أما فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليهما سلام الله ، هذه المرأة الصالحة التقية التي يكفيها فخراً أنها ولدت إنساناً مثل علي (ع) ليس مثله إنسان بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وأين ؟ بين جدران الكعبة المشرفة في داخلها ، حيث حلت ثلاث ليال ضيفة عليها . وعلاوة على ذلك كانت سلام الله عليها بمثابة أم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد جاءت هي الأخرى عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكية لائذة به (صلى الله عليه وآله) ترجوه أن تكفن بقطعة ثيابه حين التحاقها بالبارى تعالى
وأما خديجة الكبرى أم المؤمنين وما أدراك ما خديجة ، فقد طلبت من ابنتها الزهراء (ع) حين حضرها الأجل وكان عمر الزهراء سلام الله عليها في ذلك الوقت سبع سنوات أن تذهب إلى عند أبيها . وقالت لها قولي لأبيك إن أمي تقول إن لي عندك حاجة ، وهي أن تكفنني بثوبك كي لا أحشر عارية .
تلك كانت نماذج من خشية ورهبة الشخصيات العظيمة في الإسلام إزاء وقائع يوم غد القيامة ولبيان شدة المعاناة والهول الذي يقع في ذلك اليوم العصيب فإنه تعالى يقول بشأنه : يوم يدع الداع إلى شيء نكر .
(وكلمة نكر) مشتقة من معنى الإنكار ، ويقال عن الشيء الذي لم يألفه الإنسان في الماضي ويبعث في نفسه الهول والفزع لشدة كراهيته وقباحته ويذكر أنها تقرأ أيضاً بتسكين الكاف [نكر] ، فيعني بها ملكان يأتيان الميت في ليلته الأولى في قبره ، ويطلق عليها بالنسبة للكفار والمشركين بـ «( نكير ومنكر ) ، وبهذا الخصوص يقول المرحوم فيض وآخرون إن هيئة وصورة هذين الملكين اللذين يأتيان الميت في قبره تتعلق بعمل الميت ، فإن كان صالحاً جميلاً فحينئذ يكونان بهيئة مبشر وبشير في صورة جميلة لطيفة ، وإن كان عمله سيئاً قبيحاً فيكونا بصورة منكر ونكير القبيحة البشعة ، فالمؤمن ينتظر البشارة والمؤانسة من وحشة القبر بقدوم هذين الملكين الجميلين
وأما الكافر والعياذ بالله - فإن ما يزيد عذابه في برزخه هذان الملكان اللذين يأتيانه بصورة وحشين كاسرين غاضبين يملآنه خوفاً ورعباً ، وإلا فهذان الملكان هما نفسهما مثل عزرائيل (ع) فهو واحد إلا أنه يأتي الصالحين بأجمل الصور والهيئات التي تبعث على السرور في الروح ، وأما المجرمين الكافرين فيأتيهم بأبشع الصور وأنكاها مما يزيد الرعب والهلع في أرواحهم الشريرة .
فغايتنا هنا بشأن كلمة نكر في هذه الآية هو بيانها بكونها تخص المجرمين الذين دعوا إلى أمر يبعث فيهم الجزع والهول الذي يرونه يوم الحساب .
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
📚.(1) ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) سورة يس ، الآية : ۵۱
• 🔰 العظماء الأجلاء يخشو...