Рет қаралды 13,667
قالَ القاضي الفَقيهُ مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ عُمرَ الضَّمديُّ رحمهُ اللهُ تعالَى
مُرتَجِلًا وقد خَرجَ بقَومِه لِلِاستِسقاءِ في سَنةِ ( 973 ) وكانت سَنةَ جَدبٍ وقَحطٍ :
..
إنْ مَسَّنا الضُّرُّ(1) أَو ضاقَتْ بِنا الـحِيَلُفَـلَـنْ يَـخـيـبَ لَـنـا في رَبِّـنـا أَمَــلُ
وإنْ أَنـاخَـتْ بِنـا البَـلْـوَى فـإنَّ لَـنـارَبًّــا يُـحَــوِّلُـهـا عَــنَّـا فَـتَـنْـتَـقِــلُ
اَللهُ في كُلِّ خَـطْـبٍ حَـسْـبُـنــاوكَفَىإلَـيـهِ نَـرفَـعُ شَـكْــوانـا ونَـبْـتَـهِــلُ
مَـنْ ذا نَـلُـوذُ بِـهِ في كَـشْفِ كُـرْبَـتِـناومَـنْ عَلَـيـهِ سِـوَى الـرَّحْـمَنِ نَتَّـكِلُ
وكَيفَ يُرجَى سِوَى الرَّحْـمَنِ مِنْ أَحَدٍوفي حِياضِ نَداهُ النَّـهْلُ (2) والعَـلَلُ ؟!
لا يُرْتَـجَى الـخَيرُ إلَّا مِـنْ لَدُنْهُ (3) ولابِـغَـيرِهِ (4) يُـتَوقَّى الـحـادِثُ الـجَـلَلُ
خَــزائِــنُ الله تُـغْـنِي كُلَّ مُـفْــتَــقِـرٍوفي يَـــدِ الله لِلـسُّــؤَّالِ مـا سَــأَلُـوا
وســائِــلُ الله مـا زالَــتْ مَـسـائِـلُـهُمَـقْبــولَــةً مـــا لَـهـا رَدٌّ ولا مَـــلَلُ
فَـافْـزَعْ إلى الله وَاقْـرَعْ بـابَ رَحْـمَـتِهِفَهْوَ الرَّجـاءُ لِـمَـن أَعْـيَتْ بِـهِ السُّبُلُ
وأَحْسِنِ الظَّنَّ في مَـولاكَ وَارْضَ بِمـاأَوْلاكَ يَنْحَـلُّ (5) عَنْكَ البُؤسُ والوَجَلُ
وإنْ أَصابَـكَ عُسْرٌ فَـانْـتَـظِـرْ فَـرَجًـافَـالعُـسْرُ بِـاليُـسْرِ مَـقْـرُونٌ ومُتَّـصِلُ
وانْظُرْ إلى قَولِهِ :﴿ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُمُ﴾(6)فَــذاكَ قَــولٌ صَحـيـحٌ مـا لَـهُ بَــدَلُ
كَـمْ أَنْـقَـذَ اللهُ مُـضْطَــرًّا بِرَحْـمَـتِــهِوكَـمْ أَنـالَ ذَوِي الآمالِ مـا أَمَـلُوا !(7)
يـا مالِكَ الـمُـلْكِ فَـارْفَعْ ما أَلَـمَّ بِـنافَـمـا لَـنــا بِتَــوَلِّـي دَفْــعِـــهِ قِـبَـلُ
ضاقَ الخِناقُ فَنَفْسي ضَيْقَةٌ(8) عَجْلَى (9)بِنـا (10) فأَنْفَعُ شَيءٍ عِـنْـدَنـا الـعَـجَـلُ
..
وحُـلَّ عُـقْـدَةَ مَـحْـلٍ حَـلَّ ساحَـتَـنابِضُرِّهِ عُـمَّـتِ الأَمْصارُ والـحِـلَلُ (11)
وقُـطِّـعَـتْ مِـنـهُ أَرْحـامٌ لِـشِــدَّتِــهِفَـمـا لَـهـا اليَـومَ غَيرُ الله مَـن يَصِـلُ
وأَهْـمَـلَ الـخِـلُّ فيهِ حَقَّ صاحِبِـهِ الْـأَدْنى وضـاقَتْ عَـلى كُلٍّ بِــهِ السُّـبُـلُ
فَـرُبَّ طِـفْـلٍ وشَيـخٍ عـاجِــزٍ هَــرِمٍأَمْسَـتْ مَـدامِـعُـهُ في الـخَـدِّ تَنْهَـمِلُ
وبـاتَ يَرْعى نُجـومَ اللَّـيلِ مِنْ قَـلَـقٍوقَلْبُـهُ فيـهِ نــارُ الـجُـوعِ تَـشْـتَـعِـلُ
أَمْسَى يَعَـِجُّ (12) مِنَ البَلْوى إِلَيكَ وَمِنْأَحْوالِـهِ عِنْـدَكَ التَّـفصيلُ والـجُمَـلُ
فَأَنتَ أَكْـرَمُ مَـنْ يُـدْعَى وأَرْحَـمُ مَـنْيُرجَى وأَمْـرُكَ فـيمـا شِئْتَ مُـمْتَـثَـلُ
فَـلا مَـلاذَ ولا مَـلْــجَـا سِــواكَ ولاإلَّا إلَيـكَ لِـحَـيٍّ عَـنْـكَ مُــرْتَــحَـلُ
فَاشْـمَـلْ عِبـادَكَ بِالـخَـيراتِ إنَّـهُـمُعَلى الضَّرورَةِ والشَّكْوَى قَدِ اشْتَـمَلُوا
وَاسْـقِ البِـلادَ بِغَـيثٍ مُسْـبِـلٍ غَـدَقٍمُبارَكٍ مُـرجَـحِـنٍّ(13)مُـزْنُـهُ هَطِلُ (14)
سَحٌّ (15) عَميمٌ مُلِثُّ(16) القَطْرِ مُلْتَعَقٌ(17)لِـرَعْـدِهِ في هَـوامِـي سُـحْـبِـهِ زَجَـلُ
تُـكْسَى بِهِ الأَرْضُ أَلْوانًـا مُـنَـمْـنَـمَـةًبِـهـا تَـعــودُ بِـهــا أَحْــوالُـها الأُوَلُ
ويُصْبِحُ الرَّوضُ مُـخْـضَرًّا ومُبْتَسِمًـامِن النَّـبـاتِ عَلَـيـهِ الوَشْيُ والـحُـلَلُ
وتُـخْصِبُ الأَرْضُ في شـامٍ وفي يَمَـنٍبِـهِ وتَـحْـيا سُهولُ الأَرْضِ والـجَبَـلُ
يا رَبُّ عَطْـفًـا فَـإنَّ الـمُسْـلِمِينَ مَعًـامِـمَّـا يُقـاسُـونَ في أَكْـبـادِهِمْ شُـعَـلُ
وقَـدْ شَـكَوا كُلَّ مـا لاقَـوهُ مِـن ضَرَرٍإلَيـكَ يا مـالِكَ الأَمْــلاكِ وابْـتَـهَـلُوا
فَـلا يَـرُدَّكَ عَنْ تَـحْـويـلِ مـاطَـلَـبواجَـهْـلٌ لِـذاكَ ولا عَـجْـزٌ ولا بَـخَـلُ
يا رَبُّ وانْصُرْ جُنـودَ الـمُسْـلِمِينَ عَلىأَعْـدائِـهِمْ وأَعِـنْـهُمْ أَيْـنَمَـا نَـزَلُوا (18)
..
يا رَبُّ فَارْحَمْ مُسيئًـا مُـذْنِبًـا عَظُمَتْمِـنْـهُ الـمَـآثِـمُ والعِـصْـيانُ والـزَّلَـلُ
قَـدْ أَثْـقَـلَ الـذَّنْـبُ والأَوْزارُ عاتِـقَـهُوعَنْ حَـميـدِ الـمَساعِي عاقَهُ الكَسَلُ
ولا تُسَــوِّدْ لَـهُ وَجْـهًـا إذا غَـشِـيَـتْوُجوهَ أَهْلِ المَعاصي مِن لَظَى ظُلَلُ (19)
أَسْتَـغْـفِرُ اللهَ مِـنْ قَـولي ومِـنْ عَـمَـليإنِّـي امْرُؤٌ ساءَ مِنِّي القَولُ والعَمَلُ (20)
ولَـمْ أُقَــدِّمْ لِنَـفْـسي قَـطُّ صـالِـحَــةًيُـحَـطُّ عِنِّيَ مِـنْ وِزْرِي بِـهـا الثِّـقَـلُ
يا خَـجْـلَـتِي مِنْ عِتـابِ الله يَـومَ غَـدٍإنْ قـالَ خالَفْـتَ أَمْـري أَيُّـها الرَّجُـلُ
عِلَـمْتَ ما عَـلِـمَ النَّاجُونَ واتَّـصَـلُوابِـهِ إلَيَّ ولَـمْ تَـعْــمَـلْ بِـمَـا عَـمِــلُوا يا رَبُّ فَاغْـفِـرْ ذُنُـوبـي كُلَّـها كَـرَمًـافَـإنَّـني اليَـوْمَ مِنْـهـا خـائِـفٌ وَجِـلُ
واغْفِـرْ لِأَهْلِ وِدادي كُلَّما اكْـتَـسَبُواوحُـطَّ عَنْـهُمْ مِـنَ الآثامِ ما احْتَـمَـلُوا
واعْمُمْ بِفَضْـلِكَ كُلَّ الـمُؤمِنِينَ وتُبْعَـلَـيـهِـمُ وتَـقَــبَّـلْ كُلَّ مـا فَـعَــلُوا
وصَـلِّ رَبِّ عَلى الـمُخْـتـارِ مِنْ مُضَرٍمُحَـمَّـدٍ خَـيرِ مَـنْ يَـحْـفى ويَـنْـتَـعِـلُ
وآلِـهِ الغُـرِّ والأَصْـحـابِ عَـنْ طرفٍفَـإنَّـهُمْ غُـرَرُ الإسْلامِ والـحجـلُ(21)
..