الحروب الصليبية- الحلقة الأولى: دين ولا سياسة؟

الصليب والعالم
• مملكة المسيح - الجزء ا...
ماذا فعل صلاح الدين بمصر؟
• ماذا فعل صلاح الدين بم...
المسيحية الجهادية وخديعة الحرب العادلة
• المسيحية الجهادية وخدي...

[@MohamedAmin-ox2zr]

الشعب يريد حلقة عن ازمة مارس54

[@محسنالدراجي-ح9ض]

منقول: درسنا فى المدارس وقرأنا فى كتب التاريخ العربية المعاصرة أن سبب الحروب الصليبية هو جشع الصليبين وأنهم أتوا لإستعمار الشرق فمثلاً يقول الدكتور محمد عمارة عن الحملات الصليبية [التى قادتها الكنيسة الكاثوليكية، وسخرت فيها فرسان الإقطاع الأوروبيين، ومولتها المدن التجارية الأوروبية .. لإحتلال الشرق .. وإعادة إختطافه من التحرير الإسلامى .. ونهب ثرواته، وإقامة الكيانات الإستعمارية الإستيطانية على أراضيه ..] [1] لكننى فوجئت وأنا أقرأ فى موسوعة “قصة الحضارة” أن أول سبب للحروب الصليبية هو تقدم الجيوش الإسلامية تجاه أوروبا ومعاملة المسلمين الغير إنسانية للمسيحيين (سواء الذين يحجون للقدس أو للقاطنين فيها) حيث يقول المؤرخ ول ديورانت [وأول سبب مباشر للحروب الصليبية هو زحف الأتراك السلاجقة] [2] ثم وضح أنه على الرغم من روح التسامح الدينى التى تمتع بها الحكام الفاطميون حيث كان المسيحيون يمارسون شعائرهم بحرية إلا أنه كانت هناك فترات قصيرة تم فيها اضطهاد للمسيحيين مثل ما فعله الحاكم بأمر الله من تدمير كنيسة الضريح المقدس (القيامة) عام 1010م ولكن المسلمين أنفسهم هم الذين أعادوا بنائها حيث يقول [وكان الفاطميون حكام مصر قد حكموا فلسطين حكماً سمحاً رحيماً؛ استمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة في ممارسة شعائر دينها إذا استثنينا بعض فترات قصيرة قليلة. نعم إن الحاكم بأمر الله، الخليفة المجنون، دمر كنيسة الضريح المقدس (1010) ؛ ولكن المسلمين أنفسهم قدموا المال الكثير لإعادة بنائها][3]، ...

[@majidmajidy2217]

💚💕🩵💜💙💛❤️♥️🧡🤎

[@Lucian_of_Samosata]

لا يمكن فصل تاريخ الحروب الصليبية عن سياقها التاريخي والذي يتمثل في كونها حروب دينية ضمن اجواء العصور الوسطى. حيث تشكل ردة فعل على الجهاد الاسلامي الذي انطلق في توسعاته العسكرية لاحتلال الاراضي وبناء الامبراطورية العربية/الاسلامية منذ القرن السابع الميلادي حيث احتل المسلمين الاراضي المسيحية وتوغلوا في داخل القارة الاوربية وسيطروا على اسبانيا وكادوا ان يسيطروا على فرنسا لولا ان اوقفتهم معركة بلاط الشهداء/تور والتي انتصر فيها الفرنجة وايضا احتلوا صقلية في القرنين التاسع والعاشر الميلادي وشنوا عدة هجمات على روما. وفي القرن الحادي عشر الميلادي برزت قوة اسلامية جديدة وهي الامبراطورية السلجوقية والتي احدثت تحول جذري في منطقة الشرق الاوسط مع هجرات قبائل الاوغوز الكبيرة ولقد هزموا البيزنطيين وسيطروا على اراضي الاناضول وهددوا القسطنطينية ولذلك استعان امبراطور بيزنطة بملوك اوربا والكنيسة البابوية لمساعدته. ففي ظل هذه الاجواء حدثت الحروب الصليبة والتي تعرف في المصادر التاريخية والاكاديمية بحروب الفرنجة او حروب الترك/الفرنجة. حيث مثل العامل الديني لنشر المسيحية والدفاع عنها ضد حملات الجهاد الاسلامي المتواصلة فكانت ساحة صراع مفتوحة ما بين الاسلام والمسيحية. أما الادعاء ان خسارة حروب الفرنجة الصليبية ساهمت في ظهور المدرسة السكولائية فليس بصحيح مطلقا. علما ان خسارة الصليبين في الشرق الاوسط حدث مع سقوط عكا خلال الحملة المملوكية التي جرت في عام 1291. حيث يقدرالعلماء والمؤرخين زمن ظهور المدرسة السكولائية في اوربا مع حوالي اواخر القرن الحادي عشر واوائل القرن الثاني عشر مع العام 1100 ميلادية تقرييا ويرى المؤرخين بأن هنالك عدة عوامل متداخلة ادت الى ظهورها مع النهضة الكارولنجية في عصر شارلمان بالقرن الثامن الميلادي و إعادة اكتشاف العديد من الأعمال اليونانية التي ضاعت في الغرب اللاتيني منذ القرن العاشر وحدوث النهضة البيزنطية في القرن التاسع. وطبعا الترجمات من التراث العربي/الاسلامي التي صاحبت الحملات الصليبية كانت ضمن العوامل التي دفعت الحركة الفلسفية والعلمية في اوربا خلال العصور الوسطى. ولقد سبق توما الاكويني عدد من فطاحلة اللاهوت المسيحي الاوربي الذين وضعوا اسس المدرسة السكولائية مثل أنسيلم الذي تم اعتباره مؤسس المدرسة السكولائية وبيتر ابيلارد الذي يلقب بديكارت القرن الثاني عشر وروسيلين الذي يعتبروه مؤسس الاسمية وغيرهم قد مهدوا الطريق لتوما الاكويني والأوكامي وسكوتس وغيرهم من الذين برزوا خلال القرنين الثالث عشر القرن الرابع عشر. وكل حرب جرت في العصر الوسيط كان الدين هو يشكل عاملها الاساسي وهذا لا ينفي وجود عوامل ثانوية حول الاقتصاد والمكانة الاجتماعية والسياسية وغيرها. ولكن القول ان الاوربيين ذهبوا الى الشرق الاوسط لرؤية بيوت البــgـاء فذلك أمر غير ممكن على الاطلاق لأن بيوت البــgـاء كانت موجودة في اوربا خلال العصور الوسطى ومنتشرة تحت رعاية الكنيسة وبل ان أغسطينوس افتى بانتشارها ورأى وجود شرعية دينية تبرر لها باعتبارها تشكل حماية للشخص من الوقوع في الـzنا المحظور دينيا. أما الزعم ان الحروب الصليبية انتهت الى الخسارة كليا فليس بصحيح. فالحملات الصليبية استمرت على مدار عدة قرون وتتضمن انتصارات مهمة وخسائر عسكرية جسيمة. فمن انتصارات الحملات الصليبية تتمثل في استعادة صقلية وشبه الجزيرة الايبرية ونشر المسيحية في بلدان اسكندنافيا والبلطيق واستعادة السيطرة على عدة ممالك في داخل اوربا وإعادة توحيد بعض الممالك الاوربية. ولقد ساهمت الحملات الصليبية في تحويل الموقف من الهجوم الى الدفاع وهاجمت العالم الاسلامي في عقر دارهم واحتلت اراضي سواحل الشام لحوالي قرنين من الزمن وحققت تأمين طريق الحج المسيحي. وايضا في المقابل وقعت الحملات الصليبية في خسائر عسكرية وذلك في فشلهم بعدم استعادة الاناضول من الاتراك ولكنهم حموا القسطنطينية وبيزنطة من السقوط لحوالي قرنين من الزمن واعادوا السيطرة البيزنطية على غرب الاناضول وإن كانوا قد ارتكبوا كارثة كبيرة ساهمت في سقوط الدولة البيزنطية لاحقا والتي تتمثل في حصار القسطنطينية ونهبها عام 1203 ومن يزور مدينة فينيسيا الساحرة فسوف يرى بقايا الاثار البيزنطية من تلك الحملة لا تزال موجودة في احدى كنائسها المشهورة. وايضا فشلوا في البقاء وتثبيت وجودهم في اراضي سواحل الشام وخسروا في عدة حملات وتم اجلائهم بشكل كامل عن سواحل الشام في العصر المملوكي. طبعا قراءة هذا الحدث التاريخي الكبير بشكل موضوعي ضمن سياقه التاريخي لا يعطي اي تبرير من اي نوع لأي احتلال وما يصاحبه من انتهاكات وجرائم حرب حيث ارتكبت هذه الحملات الصليبية جرائم عديدة ضد المسيحيين المخالفين والكاثار واليهود والمسلمين وغير الابراهيمين. أما الزعم ان الكنيسة قد اعتذرت عن احداث الحملات الصليبة بشكل كامل فليس بصحيح وليس بمقدورها أن تغير التاريخ وإنما قدمت اعتذرات خاصة حول الانتهاكات التي حدثت بشكل عام وحول نهب القسطنطينية بشكل خاص. وفي هذا اليوم نشهد ذكرى اندحار الغزو العثماني على فيينا وفشل الحصار الثاني حيث شكل الاوربيون تحالف الرابطة المقدسة للدفاع عن اوربا المسيحية وصد حملات الجهاد العثماني ولقد ادى ذلك الى انتصار القوى الاوربية المتحالفة وبداية تراجع الدولة العثمانية وتحولها من الهجوم الى الدفاع.