قال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله تعالى -٣٨٧هـ-: "وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء: • أحدها: أن يعتقد العبد إنيته -اي حقيقته ووجوده-؛ ليكون بذلك مباینا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا. • والثاني: أن يعتقد وحدانيته؛ ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع، وأشركوا معه في العبادة غيره. • والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في کتابه، إذ قد علمنا أن كثيرا ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يُلحد في صفاته، فيكون إلحاده في صفاته قادحا في توحيده؛ ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها." 📓[الابانة الكبرى، ص٢/٢٢٠]