لا يخفى على المسلم المتابع لما يحدث هذه الأيام من الفسق والفجور في الرياض عاصمة بلاد الحرمين، ولا يخفى سبب مبادرة وزارة الأوقاف السعودية في إقامة ندوة ضد الإخوان المسلمين، الذين هم أشد الناس عداوة للفساد والفسق والفجور،، الذي يحدث اليوم في بلاد الحرمين، ومع ذلك، فقد استمعت لكامل محاضرة الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم الرحيلي، لأعلم منه ما عند الإخوان المسلمين من خلل لا أعرفه، ولأرى مدى قرب الشيخ المحاضر وبعده عن الإنصاف. استمعت لكامل هذه المحاضرة، للشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم الرحيلي، فما وجدت فيها الأصول التي انفرد الإخوان المسلمون فيها دون الوهابية بتكفير المسلمين، ولم أجد في هذه المحاضرة الأصول التي خالف فيها الإخوان المسلمون أصول أهل السنة. للأسف، الشيخ المحاضر، لم يكن منصفا للإخوان المسلمين، فمنهج الإخوان المسلمين، المسطر في كتبهم والمذاع على ألسنة الدعاة منهم، الذي يصدحون به جهارا نهارا، وصباحا مساء، هو على العكس تماما مما جمع قصاصاته الشيخ المحاضر من الكلمات المبتورة عن سياقها، من كلام حسن البنا والهضيبي والتلمساني، وسعيد حوي والقرضاوي ومحمد الغزالي وسيد قطب وغيرهم من المنتمين للإخوان المسلمين، فقد رمى الشيخ المحاضر الإخوان المسلمين عن قوس واحدة، ولم يكن للشبخ المحاضر حجة في اتهامه للإخوان المسلمين بتكفير المسلمين، إلا التقاطه لجمل وعبارات مبتورة من كلام بعض المنتمين للإخوان المسلمين، ثم نقضها الشيخ المحاضر نفسه، بأقوال غيرهم من المنتمين للإخوان المسلمين. لا حجة للشيخ المحاضر في اتهامه للإخوان المسلمين بانهم هم المسلمون وحدهم، فالذي في تراث الإخوان المسلمين، لا يخرج إطلاقا على الدين الذي يدين به كل مسلم ربّه، بل أزعم أنه لا يخرج عن الدين الذي يدين به الشيخ المحاضر نفسه، بان كل من أعرض عن الكتاب والسنة واتبع هواه، ولم يحتكم في حياته لشرع الله، لم يعد جديرا بالانتماء للإسلام والمسلمين، إلا انتماء صوريا، وأن عليه اتهام نفسه هل هو مسلم أم غير مسلم وقد فات الشيخ المحاضر، أن كل مقالة وقع فيها الإخوان المسلمون في تزكيتهم لأنفسهم، والإزراء بغيرهم من المسلمين، قد كانوا فيها تبعا للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وكانوا فيها تبعا لمن سار على نهج الوهابية، وأن هذا النهج، وهو تزكية المسلم لنفسه وطائفته، مخالف لما كان عليه حسن البنا، فقد اختار حسن البنا اسم الإخوان المسلمين للجمعية التي أنشأها، بأنهم مسلمون، وهم كغيرهم من المسلمين، وأنهم إخوان متحابون في الله، فكانت هذه التسمية من باب الانضواء تحت راية الاسم الذي لا خلاف على صواب التسمية به، والذي يجب ان يتصف به كل مؤمن، ثم إن مصطلح الإخوان مصطلح إسلامي، وقد شاع مصطلح الإخوان في الملة الإسلامية منذ زمن طويل، وشاع في الصوفية بأكثر مما شاع في غيرهم من طوائف المسلمين، وقد تبنى مصطلح الإخوان جماعة إخوان من طاع الله، الذين تحالف معهم عبد العزيز بن سعود، واستولى بفضلهم على مكة والمدينة، وعلى ولاية الشريف حسين، وعلى ولايات نجد وغيرها من ولايات الجزيرة العربية، وأنشأ بفضلهم عبد العزيز بن سعود مملكة آل سعود. ولم ينشأ التطرف العقدي والتكفيري في الإخوان المسلمين إلا بعد أن امتزجت دعوة الإخوان المسلمين بالدعوة الوهابية، فانتشر في الإخوان المسلمين الفكر الوهابي انتشار النار في الهشيم، خاصة بعد أن اضطهدهم جمال عبد الناصر وأذاقهم ويلات السجن والتعذيب، ولم يكن هناك خلاف بين الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر، إلا إصرار الإخوان على وجوب تحكيم شريعة الله في مصر، بعد أن زال حكم الغزاة الانجليز عن مصر الكنانة، فرفض جمال عبد الناصر مطلب الإخوان، وسجنهم جميعا،، وأدخل جمال عبد الناصر للدولة المصرية الفكر الشيوعي الاشتراكي، فنشأ في الإخوان المسلمين العديد من الفرق الوهابية وكانت اول جماعة منشقة عن الإخوان المسلمين هي جماعة النكفير والهجرة، بقيادة شكري مصطفى، وكان من هذه الجماعات المنشقة عن الإخوان المسلمين، حماعة القاعدة، وكان منها داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية التي لا منهج لها إلا منهج محمد بم عبد الوهاب، ولم يكن وصف سيد قطب للمجتمعات الإسلامية، بأنها مجتمعات جاهلية، إلا اتباعا لفكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي استقاه سيد قطب من كتب الشيخ أبي الأعلى المودودي، الذي استقى هو الآخر، هذا الفكر التكفيري من تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فتكفير المجتمعات الإسلامية، فكر موروث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان العلامة المودي معدودا من الوهابيين، وذلك لم يكن خافيا على أهل العلم في الهند وفي باكستان، وفي غيرهما من بلاد المسلمين
@Straighttruth-m5c10 күн бұрын
لقد أخذ الشيخ المحاضر على نفسه العهد، في مطلع محاضرته بأنه سيتقيد بما كتبه الإخوان المسلمون انفسهم، في نقده لفكر ومنهج الإخوان المسلمين، ولكنه لم يلتزم بذلك في حديثه عن البيعة عند الإخوان المسلمين، فالبيعة التي ذكرها الشيخ المحاضر على المصحف والمسدس، لا تصح نسبتها لجماعة الإخوان المسلمين، لا في عهد حسن البنا، ولا في عصرنا الحاضر، وقد تكون هذه البيعة مختصة بالجماعات التي انشقت عن الإخوان المسلمين، واتخذت أسلوب العنف والتغيير للحكم بقوة السلاح، ولا يشك متابع لحركة الإخوان المسلمين في كل الدول التي انتشر فيها الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، أن هذا النهج المتطرف المسلح المبني على البيعة على المسدس، مرفوض رفضا قاطعا من جميع قيادات الإخوان المسلمين العاملين بالسياسة في مصر وفي الأردن وفي الكويت وفي المغرب وفي كل مكان. ولا حصر للمقالات والأبحاث التي تناولت موضوع البيعة لدى الإخوان المسلمين، وأنها بيعة للإسلام لا للجماعة. فكان على الشيخ المحاضر أن بكون من أهل البحث العلمي الرصينن، لا ان بكون كحاطب ليل، ولا ان يتكئ على ما ينسبه الأعداء للإخوان المسلمين من الكلام الباطل الذي لا صحة له، وبالأخص، مما هو من كلام المنشقين عن الإخوان المسلمين، أو من أعداء الإخوان المسلمين، المفترين على جماعة الإخوان المسلمين، بأنها جماعة تدعو لدين الماسونية، سبحانك هذا بهتان عظيم.
@Straighttruth-m5c10 күн бұрын
الشيخ المحاضر لم يكن منصفا للحكم على منهج الإخوان المسلمين، المؤصل على الكتاب والسنة، والذي لا خلاف فيه مع ما عليه جمهور المسلمين من الإيمان والإسلام والإحسان والفقه والعقيدة، ولم يكن في استطاعة الشيخ المحاضر أثبات وقوع الإخوان المسلمين، في المخالفة لأهل السنة في الأصول، ولم يكن بين يدي الشيخ المحاضر إلا سرد عبارات لفلان وعلان من المنتمين للإخوان،، وكل ما انتقده الشيخ المحاضر من أقوال فلان وعلان، إنما هو انتقاد لكلام محتمل لاكثر من معنى، فهو كلام محتمل لما فهمه الشيخ المحاضر ، ومحتمل لما يخالف فهم الشيخ المحاضر، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينسبه الشيخ المحاضر للمنهج الذي يدين الله به كل من انتمى للإخوان المسلمين . ثم إن الشيخ المحاضر لم يجد بين يديه في مخالفة الإخوان المسلمين لاهل السنة في العقيدة إلا ما كتبه حسن البنا حول الموقف من المتشابه من القرآن، والذي قال فيه حسن البنا القول الذي اجتمعت عليه كلمة علماء السلف وعلماء الخلف، وهو وجوب الإيمان بما ورد في المشابه، وإمراره كما جاء، مع مشروعية القول بالتأويل والتفويض الذي عليه جمهور علماء اهل السنة، متى كان ذلك هو الأقرب للفهم السليم للقرآن الكريم نقلًا وعقلا. وفي الختام لابد من كلمة في هذا الموضوع فالشيخ المحاضر ابتدأ محاضرته يحمد الله بأنه ومن حوله، ينعمون بالأمن وتطبيق الشريعة ولم ينس الشيخ الثناء على ولاة الأمر في بلاد الحرمين، الذين بذلوا جهدهم هذه الأيام في إحياء مثالب الجاهلية الأولى، والتي كان منها طواف النساء عاريات حول الكعبة، فجعلوا من موسم الرياض، موسما لنشر الفسق والفجور والازدراء والاستهزاء بشعيرة الطواف حول الكعبة المشرفة، وأنفقوا من بيت مال المسلمين، على نشر المعاصي والكبائر والفواحش، ونشروا ما لا يخفى أمره من أفعال الفسق والفجور، واعمال الجاهلية ومنها استحضار الراقصات العاريات، وهن يرقصن عاريات حول مجسم، قد تمت صناعته على هيكل مجسم للكعبة، لإحياء سنن ومعتقدات الجاهلية، على ما كان عليه نساء الجاهلية اللاتي كن يطفن عاريات حول الكعبة المشرفة. وكان الأجدر بوزارة الأوقاف السعودية أن تغضب لله، وأن تزجر القائمين على نشر الفسق والفجور في بلاد الحرمين وأن تقودهم إلى قاضي المسلمين ليحكم فيهم بحكم الله، وأن يزيل عنهم تاج العدالة، فقد أصبحوا من الفاسقين الذين لا تقبل شهادتهم، ولا يجوز الإبقاء على إماممتهم للمسلمين، إلا أن وزارة الأوقاف السعودية، فعلت عكس ما يجب عليها فعله فقررت إقامة ندوة ضد من يقف في وجه الفسق والفجور وضد من يجهر بوجوب عزل ولي الأمر الفاسق الفاجر المغير لدين الله، والذي ينفق المال ليصد عن سبيل الله. (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ). أسفي على شيخ عالم بالكتاب والسنة وقد ابيضت لحيته، يثني على الفاسق الفاجر، ويسيء لمن يصدع بالحق في وجه الفاسق الفاجر.