Рет қаралды 366
كثيرا من الأشخاص تجد بسببهم جاءت قصة معينة لحديث أو حصل بسببهم حكم معين في الشريعة من نزول آية أو حصول حديث ولا تجد العلماء عرفوا اسمهم وإنما أخذوا الحكم والقصة وسردوها للناس، والعبرة من هذا: كم من شخص خفي لم يُعرف لكن حصل بسببه خير، لا يشترط بمن يجري الخير بسببه أن يكون معروفا بل لو كان خفيًّا وجرى الخير بسببه لا يضره شيء عند الله، لا يضره أن الناس عرفوه أم جهلوه.
ففي صحيح ابن حبان أثناء فتوح بلاد فارس في معركة فتح نهاوند كان قائدُ المعركة من المسلمين الصحابيَّ الجليلَ النعمانَ بنَ مُقَرِّن رضي الله عنه وكان قد فتح نهاوند واستشهد في المعركة وانتصر المسلمون ، وَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ بِالْفَتْحِ مَعَ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِفَتْحٍ أَعَزَّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ بِهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ قَالَ: فَحَمَدَ عمرُ اللَّهَ عز وجل، ثُمَّ قَالَ: النُّعْمَانُ بَعَثَكَ؟ قَالَ: احْتَسَبِ النُّعْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فقد استشهد، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ وَاسْتَرْجَعَ قَالَ: وَمَنْ! (يسأل عن شهداء المسلمين في المعركة) قَالَ: فُلانٌ وَفُلانٌ، حَتَّى عَدَّ لَهُ نَاسًا كَثِيرًا، ثُمَّ قَالَ: وَآخَرِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَعْرِفُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ وَهُوَ يَبْكِي: لا يَضُرُّهُمْ أَلا يَعْرِفَهُمْ عُمَرُ.اهـ
وهذا يؤكد لنا ما تعلمناه وسمعناه من مشايخنا وأهل الفضل والعلم من قولهم: إن العبرة بما عند الله وليس بما عند الناس.