Рет қаралды 158,709
البردوني و«وردة من دم المتنبي»براءة اختراع للقصيدة العمودية في نبضها الحي المتجدد وقدرتها على الصمود في وجه شعر الحداثة
هذه القصيدة درس شعري في استلهام التراث واستدعائه وإعادة تشكيله وتقديمه في صور عصرية مغايرة
البردوني أثرى اللغة العربية شعراً وبحثاً تاريخياً ودراسات متنوعة وكان تاريخه الأدبي حافلاً بالإبداع المتميز
أتيح لي _ ولكثيرين غيري_ أن يلتقوا بالبردوني ,وأن يستمعوا إليه عن كثب حين حضر إلى القاهرة مشاركاً في احتفالية وزارة الثقافة بمرور خمسين عاماً على رحيل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم عام 1982م وسيطر البردوني بشعره وإلقائه معاً, من خلال قصيدته» وردة من دم المتنبي» وغيرها من القصائد , على اهتمام جمهور الاحتفالية , الذي كان لقاؤه الأول بالبردوني اكتشافا لشاعرية عربية كبرى ,وشهادة للقصيدة العمودية_ في نبضها الحي المتجدد_ وقدرتها على الصمود في مواجهة ما يطلق عليه الآن شعر الحداثة.
بقلم/ فاروق شوشة
البدوي الملتحف شملته
هذا هو سر البردوني ومصدر فتنة شعره وعظمة تأثيره, هو لم يغادر خيُمة القصيدة العربية يوماً, ولم ينف عن نفسه معجمها الشعري , وطرائقها في التعبير والتصوير , هو البدوي الملتحف شملته , والمسافر دوماً في كل اتجاه . لم يغير زيه ولونه أولغته. وإذا به في هذه الصورة التي تبدو _ للوهلة الأولى_ تقليدية , يفجر في قصيدته حساً عصرياً واخزاً , ورؤية أكثر توهجا واشتعالا من مجايليه الشباب وهمة شعرية باذخة, لا تقف عند مجرد مناطحة القمم الشعرية المتعارف عليها في ديوان الشعر العربي, وإنما هي _ أي همته الشعرية_ تتخذ لها مسارها المتفرد , وشموخها النوعي, ولغتها التي يصعب تقليدها أو محاكاتها لأنها زاخرة بكل ألوان المفارقة والمباغتة واقتحام الفضاءات الجديدة, والاحتشاد برصيد من مشاعر السخط والغضب والتمرد والرغبة الحاسمة في التغيير والتجاوز , لغة كأنها السيل الهادر تجرف كل مافي طريقها من لغات شعرية ميتة ومستهلكة, نفخ فيها البردوني من روحه العارمة , فإذا هي سلاحه الباتر ومعجزته الإبداعية ومصدر الدهشة والإعجاب عند قرائه ومتذوقي شعره.
حياة حافلة
ولقد أتيح للبردوني أن يغتني برحلة حياة حافلة, وارتطام دام مع صنوف من الفقر والعوز والبؤس, وتجريب في الزمان والمكان والناس والحياة, والتعرض لانكسارات وخيبات, والحلم بعظائم لم تتحقق إلا في شعره ,وشموخ نموذجه’ وروعة بنائه..
فكان هذا الاغتناء الحياتي بالألم_ على مدار حياته كلها_ رصيداً ومصدراً وينابيع لشاعرية ثرة متدفقة, تحققت في العديد من الدواوين المنهمرة كالسيل الجارف , وفي مؤلفات أخرى أخذت طابع الدراسات والبحث التاريخي واللغوي والاجتماعي والحضاري.
وانصهرت من خلالها سبيكة متوهجة هي حجر فلسفته, وجوهر رؤيته للحياة والناس , ونظرته إلى التاريخ . وعندما رحل البردوني كان قد ترك لنا صوته الشعري متوهجاً في العديد من المجموعات الشعرية من بينها : من أرض بلقيس , وفي طريق الفجر , ومدينة الغد, والسفر إلى الأيام الخضر, ووجوه دخانية في مرايا الليل, وزمان بلا نوعية, وترجمة رملية لأعراس الغبار ,ورواغ المصابيح, وأبطال منتصف الليل, بالإضافة إلى دراساته: رحلة في الشعر اليمني, وقضايا يمنية, وفنون الأدب الشعبي, واليمن الجمهوري ورجال ومو
#لاتنسى_الاشتراك_بالقناة_والاعجاب_بالفيديو