🔰 الخوف علامة الإيمان

🔰 الخوف علامة الإيمان :
روي أن إعرابياً جاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد إسلامه ، فأمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بعض أصحابه أن يعلموه شيئاً من القرآن وبعد أن تعلم وحفظ سورة الزلزلة إذا زلزلت الأرض زلزالها قال يكفيني هذا ثم إلتفت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسأله :
وهل سأسأل عن هذا الذي هو بقدر الذرة يوم القيامة ؟ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثال ذرة شراً يره فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بلى .
فصرخ الإعرابي وصاح قائلاً : ( وافضيحتاه )
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما معناه : ( أن الإيمان قد دخل قلبه)
أي أن حالة الخوف هذه التي ملأته وبانت عليه لهي أعظم شاهد ووثيقة على إتقاد شعلة الإيمان ونور اليقين بالمعاد في قلبه
وعلى العموم فإن هذه الأسئلة وأمثالها كثيرة وخلاصة مفاد هذه الأسئلة هو هل يوجد إعتقاد ويقين بمثل تلك الأمور أم لا ؟ فإن لم تكن موجودة والعياذ بالله يكون الجميع كفاراً وإن كانت موجودة إذن أين هي الآثار والمستلزمات التي يجب ان تترتب عليها ؟
إن الجواب على هذه الأسئلة هو أن أصل الإعتقاد موجود ولكن العلة تكمن في ضعف الجانب الروحي والمعنوي وغلبه وقوة الجانب الحيواني والمادي هو الذي غطى على علائم وآثار العقيدة إضافة إلى ان الأصل العقائدي ذاته ضعيف ومتزلزل بالشكل الذي يكاد فيه يندثر ويزول ، لذلك كلما اندثر وطمس الجانب الروحي والمعنوي في الإنسان وصار كالحيوانات فلا شك أن الإعتقاد ومسألته العلمية واليقينية سوف لن تبقى في قلبه وعقله ويصبح كالبهيمة وربما أدنى وأسفل منها
{ وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُنࣱ لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانࣱ لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: الآية ١٧٩]
ذلك لأنهم لم تعد لهم قلوب منورة بالإيمان يعقلون ويفهمون بها وهذا مصداق قوله تعالى :
(لهم قلوب لا يفقهون بها) سورة الأعراف الآية ١٧٩
وكذلك قوله تعالى :{ أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ }
[سُورَةُ مُحَمَّدٍ: الآية٢٤]
أما العلاج فإنه يتوقف على تقوية وترسيخ الجانب الروحي والمعنوي للإنسان بحضور مجالس الوعظ والإرشاد والهداية باستماع المواعظ والإرشادات التي تتلى من على منابرها والتركيز على ذكر العالم الباقي ( الآخرة ) والتقليل من الجانب الشهواني وكمح جماح الهوى النفسي ومسايرة ومخالطة ومجالسة الأشخاص الذين يذكرون الإنسان بالآخرة ، ذوي الروحيات والمعنويات العالية وتجنب أولئك الذين هم على الضد منهم أي الراكنين إلى الدنيا وشهواتها والذين لا أمل لهم بالآخرة والذين يعبدون المادة ويجعلون منها هدفهم الأول والأخير .
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🔰 الخوف علامة الإيمان