Рет қаралды 173
عظة الأب سمعان أبو حيدر في الأحد السابع من لوقا
الأحد ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي - النقاش
الخوف والإيمان
باسم الآب والابن والروح القدس. آمين.
«اثنتا عشرة سنة» من إنجيل اليوم، تروي قصة ابنتان: واحدة طفلة والأخرى بالغة. أعادت لمسة يسوع إليهما الحياة. قيل لنا أن يايرس كان «رئيسًا للمجمع»، أي أنه كان مدبرًا للجماعة المحليّة. هو لم يكن من أتباع يسوع، لكنّه، لا شكّ، سمع عن يسوع الناصري الذي «مسحه الله بالروح القدس والقوة،… وجال يشفي الجميع… لأن الله كان معه» (أع ١٠: ٣٨).
السلطات اليهودية (أرباب عمل يايرس) رفضت يسوع. خاطر يايرس بموقعه عندما قابل يسوع. بمواجهة أعظم ألم يواجه أيّ والد، موت ابنته، تغلّب يايرس على خوفه وطلب رحمة المسيح وسلطانه دون الالتفات للعواقب. خرّ عند قدمي يسوع وتوسّل مساعدة ابنته الوحيدة (μονογενής، نفس كلمة «ابن الله الوحيد»). ظهَّرَ ألم يايرس «إيمانه العظيم» في وقت اليأس. فنال بحسب إيمانه.
في قلب هذه القصة، لدينا ابنة ثانية لله. كما ابنة يايرس الصغرى، لا اسم لهذه الابنة الكبرى. قبل ١٢ عامًا، تقريبًا حين وُلِدت ابنة يايرس، مرضت هذه المرأة بطريقة جعلتها نجسة طقوسيًا وغير مقبولة في العبادة. كانت تموت ببطء فهي «أنفقت معيشتها كلها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها». على غرار يايرس، لم تفكّر النازفة الدم بالعواقب واتخذت خطوة إيمانية جريئة نحو يسوع و«مسّت هدب ثوبه».
لاحظ الرب إيمانها العظيم واستجاب بطريقة شخصية حنونة. توقّف ليهتمّ بالّتي وضعت كل إيمانها ورجائها عليه. وبعظيم محبّته، دعاها الرب يسوع «ابنة» وخلّصها لسبب إيمانها. يقول القديس أفرام السوري: «الإيمان هو الوسيلة التي يمكن لأي شخص من خلالها أن يدخل عائلة يسوع الآن». نالت الحياة كإكليل ظفر بسبب إيمانها.
لحظة شفى يسوع المرأة جاء رسولٌ إلى يايرس بكلمة أن ابنته ماتت. كان يايرس شاهدًا عندما شفى يسوع المرأة، لذلك، أظهر يايرس نفس قوّة إيمان النازفة الدم.
هذه القصّة المتداخلة تدور إذًا حول «الإيمان الرّاسخ الذي يُثمر حياتًا جديدةً». ولأن الخوف هو عدو الإيمان. يردّد الرب يسوع مرّات عديدة في الأناجيل «لا تخافوا»…!
يقول لتلاميذه وسط العاصفة، «تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا» (مت ١٤: ٢٧). وعندما تجلّى يسوع أمامهم، قال «قومُوا، ولا تخافوا» (مت ٧: ١٧). وبعد قيامته قال للمريمتين «لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني» (مت ٢٨: ١٠).
تغلّبت المرأة بإيمانها على خوفها فشفاها يسوع. والآن يقول يسوع ليايرس «لا تخَفْ، آمِنْ فقط فتبرأ هي»، فتشجّع ورافق يسوع إلى البيت. في المسيح، هُزم الموت، لأنه وطيء الموت بالموت. «لا تبكوا، إنها لم تمُت لكنّها نائمة»، في المسيح، تحوّل الموت الى رقاد. كما أعلن يسوع، «لعازر حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأوقظه» (يو ١١: ١١). وكما لمست المرأة يسوع، لمس يسوع الصبيّة، وأخذ بيدها، وقال، «يا صبيّة قومي»! عندما يشاء كلمة الله، ابن الله الوحيد، تَغلِب الحياة الموت: «فرجعَتْ روحها وقامت في الحال».
بقيامتها من بين الأموات، صارت الصبيّة رمزًا للمسيح. وصارت النازفة الدم رمزًا للإنسانية المُجرّحة بالسقوط وكيف شفاها يسوع. كلتا الابنتين، خلُصتا بالإيمان، واحدة بإيمانها، والأخرى بشفاعة إيمان والدها. نحن أيضًا، أبناء وبنات المسيح، بإيماننا، وشفاعات القديسين وصلواتهم، يلمسنا الرب ويشفينا ويعيدنا إلى الحياة.
نحن نعيش اليوم أحلك لحظات الخوف على المصير في وطننا. هذا وقت مقبول للمحبّة الشَّافية لأن «لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج» (١يو ٤: ١٨). يسوع يلمس حياتنا ويدعونا أبناء وبنات الله. لنصلي من أجل بعضنا البعض أيضًا. لا نخاف، بل نؤمن بالذي قام من بين الأموات. الرب يحبنا ويستجيب دائمًا استغاثاتنا حتّى في مواجهة أحلك الظروف. آمين.