Рет қаралды 645
السلام والحب
الحياة هي الظاهر الوجودي لحقيقة الخلق. والحياة هي الصفة الأزلية لغرض الوجود.
والخالق هو الحي.. الذي أراد الحياة وأحب الحياة.. فخلق الوجود كاملاً ظاهراً دالّاً على هذا الحب وهذه الإرادة.
والإنسان هو سر هذا الوجود وهو الذي حمل أمانة الحب التي تمثلت في روح الخالق الساعية للوجود الكامل.
وهو أيضاً الذي حمل أمانة الإرادة لتحقيق هذا الحلم الإلهي بالوجود الكامل والحياة الخالدة.
والكون هو أثير المرآة الغيبية التي تمثلت في صورة سماوية وأرضية وحياتية واجتماعية لكي تظهر للإنسان محطته الآنية في مشوار الوجود الإلهي.
والزمن فكرة أثيرية في وعي القوالب الخلقية التي تتواتر وتتلاحق من أجل تحقيق النظرية الشمولية للإله الكامل.
ما نحياه أنا وأنتم هو أثير دقيق.. في وعي متعدد الأطباق.. في خارطة متعددة الأزمنة.. في ظاهرة متعددة الألوان التخليقية.. وفي مرحلة متعددة الأسئلة.. ومنعدمة اليقين في الأجوبة..
ما نحياه هو واقع برزخي متأصل من قديم الذكريات الحياتية التي وقعت في أثيرها ولم تقع في واقع أثيرنا بعد..
فكل ما كان لم يكن بعد..
لأنه لم يقع مجددا بعد..
لأنه لم يُحقَّق حينها بعد..
كل ما كان هو تفصيل لما سيكون بنسخ الأخبار والأحداث والصور والنبوءات..
ونحن كأمة خلقية نمثل الكون الوجودي، في صورة حضارية، وهياكل مجتمعية، وأحلام مستقبلية.
نتبع قانون الزمن الأثيري.. نموت ونحيا فنموت ونبعث فنعيد ونعاود..
وقصتنا هي قصة سلفنا وهي الآن أيضاً في قصتها..
والقيامة أو الوعد أو الخلاص هو أمر منظور منذ كانت تلك القصة.. ولم تتأجل لميقات محكوم على الكون.. بل هي آجلة حتى يعي الكون فيقوم بذاته لينصر وجوده ويمجد خلوده ويبني جنته..
ما تواتر من قبل ووصل إلينا من علوم كانت أطروحات فكرية وتأملات نورانية وفلسفات نبوية ورسائل مولوية..
ولكننا الآن حيث لا آن.. نشهد ونشاهد آخر فصل في قصتنا.. ونلمس آخر وحي في دورتنا.. ونتصل بوعي الخالق فينا وغرض الخالق منا.
ما سنشهده قريباً أطلقت عليه في الكتاب.. المخاض الكوني.. وهو النزاع الأخير في قصة الكون المنشق عن خالقه.. والقمر المستحوذ لأرضه.. والأم اللعوب التي أغوت ابنها فنسي أباه فنسي نفسه..
الأقطاب ستتغير كما تغيرت من قبل.. والنجم المنسي سيهوي كما هوى من قبل.. والسفينة المخفية ستقوم كما قامت من قبل..
فوج جديد.. من أفواج الكون المجيد.. من سلالة النور والتوحيد..
أوصيكم بقراءة الكتاب.. توصية عزيزة ممن جعل الأسباب.. ونصيحة رشيدة ممن خلق الأرباب..
لم يعد من الوقت ما يُذكَر.. والسماء كلها محشودة بالجند من وراء قبة الأثير..
قريبا تتشقق وقريبا ترون حقيقة السماء..
قريبا النبأ العظيم يتحقق وقريبا ترون الرسل والأنبياء..
لذا..
أوصيكم بالحب والحق والعدل..
أوصيكم بالقيام وإيقاظ النيام..
أوصيكم بالصبر وإتمام الصيام..
أوصيكم بالصمت وهجرة الكلام..
وأوصيكم بالله..
قبل ذلك الأوان..
السلام والحب عليكم جميعا.
طارق سليمان