Рет қаралды 21,762
في الحلقة الخامسة والأخيرة من "الذاكرة السياسية" اختتم الدكتور منصور خالد تلك السلسلة.. ابتدرها بإجابة هذا السؤال: هل توفى جون قرنق في حادث الطائرة أم قتل؟ : [إذا أردت أن أذهب إلى التخمين سأقول قتل.. لكن في واقع الأمر كان هناك بحث وتحقيق شاركت فيه عناصر من حكومات السودان و جنوب السودان ويوغندا ووصلت لقرار بأن الحادث كان قضاءً وقدراً... قرنق له خصوم.. له أعداء.. له غيارى يظنون بأنه استطاع أن يحقق لنفسه موقع في المنطقة.. قرنق كان صديق صعب لأي جهة.. تصعب السيطرة عليه.. قرنق راح إلى يوغندا ليلتقي بأربعة سفراء أوربيين.. الشيء الغريب كان عودته في المساء.. إذا كان تستخدم طائرة هيلوكوبتر..! قرنق كان معترض على اتفاقية أديس أبابا.. كان يقترح وجود ثلاث جيوش.. قوات الأنانيا تبقى كجيش في الجنوب.. الجيش السوداني يبقى كجيش في الشمال.. ويكوَّن جيش جديد من القوتين يبقى ليكون جيش المستقبل.. وهي نفس الفكرة التي طبقت بعد ذلك في نيفاشا.. ولكن لاقو رفض هذا الطرح وأخرج قرنق من الوفد.. العلاقة بين الحركة الجنوبية وإسرائيل بدأت في عهد جوزيف لاقو... إذا نحن في الشمال قررنا نتعامل مع قضية هي قضية سودانية بامتياز ونسميها بحرب وراها إسرائيل.. وراها الصهيونية.. وراها الكنيسة.. وراها الإمبريالية.. كأنوا نحن لا نريد ان نعترف بأن هناك قضية.. أنا لو كنت جنوبي سأتعامل مع الشيطان.. الفهم كدة نحن نعالج وضع سياسي.. يجب ألا نخدع أنفسنا.. نحن ظللنا نخدع أنفسنا في نصف القرن الماضي.. النتيجة هي الحاصل اليوم في البلاد العربية.. موقف السياسيين الشماليين.. بدلاً من مجابهة هذه القضية كقضية سودانية داخلية.. جعلوا منها قضية صراع إسرائيلي عربي.. اتفاقية مشاكوس نفسها ما كانت لتتم لولا أنو في خارطة طريق قدمتها دول الإيقاد. التي خرجت بإعلان المبادئ وهو الوثيقة الحاكمة والذي احتوى على كل الأشياء التي يجب اتخاذها وما هي مقومات الوحدة.. بالنسبة لقرنق كانت تتمثل في ماهية السودان الذي نريد.. السودان الموحد.. ده بيقتضي مراجعة كاملة لكل أسس الحكم الموجودة.. بما في ذلك موضوع الثقافة واللغة.. بجانب الموضوعات الأخرى.. الثروة والسلطات ولامركزية الحكم.. إضافة إلى الموضوع المهم اللي ما موجود في دساتير السودان.. "وثيقة حقوق الإنسان" للمرة الأولى في تاريخها.. في تقديري لو قرنق كان عايش لكان أول شيء عملوا أنو جلس في الخرطوم ليطبق هذه الأِشياء.. من جاء بعده لم يكن لديهم الحماس.. "قرنق لم يكن يريد الانفصال من أجل الانفصال.. ولم يكن يريد الوحدة من أجل الوحدة" هو ما قادر يفهم الحقيقة اللي عجز كل الحكومات المتعاقبة عن فهمها.. عجز السودان أول بلد ينال استقلاله.. أكبر بلد في أفريقيا.. يلعب دور في أفريقيا.. ده السبب فيهو عجزوا عن حل مشاكلو.. هو عايز سودان موحد لأن السودان هو حجر الزاوية لوحدة أفريقيا.. اتفاق السلام في مشاكوس.. صاغه زيناوي وأفورقي.. وما محتاجين لخبير أمريكي.. سلفاكير لم تكن لديه الهموم الفكرية التي كانت لدى قرنق.. القيادة التي جاءت بعد قرنق كلها لم ترتفع لمستواه.. تهمة العلاقة بالاستخبارات الأمريكية.. جزء من نظرية المؤامرة.. تهمة العمالة لا تهمني كثيراً.. لدي علاقات وثيقة جداً في أمريكيا على كل المستويات .. وأنا سعيد بتلك العلاقة وحريص على تنميتها وحريص على استغلالها لتحقيق أي سياسة أنا مكلف بتتنفيذها..]