Рет қаралды 36,058
حكاية "سليمان" أو "منصور" بدأت بعد نكسة يونيو 1967م، لما جنده الجيش الاسرائيلي، عشان يبلغ عن تحركات خلايا المقاومة المصرية من الفدائيين، في الصاعقة واللي بيعاونهم من البدو،
وكان عنصر مفيد ومؤثر جدًا لجيش الاحتلال، ودا اللي خلاه هدف لأكتر من محاولة اغتيال من أبناء قبيلة الترابين بسيناء..
لكن زي المثل المصري ما بيقول: "عمر الشقي باقي"، نجي "سليمان" من محاولة الاغتيال دي، لأنه كان ذكي جدًا الله يحرقه، وعارف إن أفراد العشيرة شغالين مع المخابرات المصرية،
وعشان كدا كان بيتنقل فى الآليات العسكرية الإسرائيلية فى سيناء، ويبلغ عن المجاهدين المصريين وهو في حمايتهم..
والحقيقة إن فيه تضارب في الأقوال يعني فيه كلام مجرد كلام عن زرع المخابرات لظابط شبهه فعلًا زي الفيلم وفيه بيقول لأ ده مجرد خيال مؤلف، على كل حال هو لم يتم القبض عليه أصلًا،
ولكنه اتحاكم عسكريًا بتهمة التجسس لحساب جيش الإحتلال، ونزل إسمه في المطلوبين لتنفيذ الأحكام غيابي، ومع تحرير سيناء سنة 1979م، بعد معاهدة السلام، هرب، يعني لا أبوه قتله ولا حاجة زي ما حصل في الفيلم..
وفعلًا، هجر "سليمان" أرض سيناء، عشان يلحق قوات الاحتلال المنسحبة،
وقرر إنه يسكن بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وراح لمنطقة رهط في صحراء النقب وعاش هناك كواحد منهم، وأخد الجنسية الإسرائيلية، واتجوز واحدة من عائلات عرب 48..
استقرت حياته هناك، وخلف بنت وولد، البنت اتجوزت واحد من العشيرة في مدينة العريش المصرية، أما الابن فدا قصة طويلة،
اتولد بالخيانة في دمه، جينات أصلها، كان إسمه "عودة"، وشغال في رعي الأغنام، ومن اجل الثراء السريع وبقى تاجر مخدرات معروف فبدأت قوات حرس الحدود الإسرائيلية تدعمه، فوسع تجارتهوبدأ تهريب المخدرات لمصر، بموافقة سلطات الاحتلال وتغطيتها له، أيوة، ما هي دي كلها خطط ممنهجة للحرب معانا،
فاستمر لسنة واحدة شغال في التهريب، كان عنده 18 سنة وقتها وتم تجنيده من قبل المـوساد،فقام سنة 1999م بزيارة أخته، وعرض على جوزها إنه يشتغل معاه في التهريب، ووعده بمراعاة المـ9ساد، وفى نهاية الزيارة وهو ماشي من المعبر الحدودي، وقفه ظابط مصري شك فيه، فأخد منه جواز سفره
وحذره من الرجوع لسيناء، لكن السنة اللي بعدها اتسلل من الأنفاق، وراح لزوج أخته، اللي بلغ عنه حرس الحدود وتم اطبعًا كان بدون جواز سفر، فتم اعتقاله على اعتبار إنه مهرب، ولكن في التحقيق ادعى إنه مواطن إسرائيلي، وطلب الاتصال بالسفارة اللي ما كانش عندها علم بوجوده أصلًا،
ودا اللي حول التحقيق معاه للمخابرات العسكرية، عملت التحريات اللازمة وعرفت تمامه، ومع شهادة أخته وجوزها خر واعترف بكل شيء، تمت محاكمته في مصر بتهمة تسريب معلومات عسكرية سرية لدولة معادية، قضية أمن دولة عليا لسنة 2000م واتعاقب بالسجن 15 سنة..
وفي رمضان سنة 2012م، أفاد المحرر "شمعون إيفرجن" في موقع "ماكو" الإسرائيلى، بأن محامى الجاسوس المعتقل فى مصر "عودة ترابين" طلب من "مرسي" بالعفو عنه بمناسبة شهر رمضان الكريم
وقال بأنهم بعتوا رسالة إلى دبلوماسي مصري فى السفارة المصرية عندهم، ووعدهم بتسليمها ل"مرسي" شخصًيا،
وكانت الرسالة موقعة من بدو ومحاميبن يهـود وعرب، وقالوا إنهم ناويين رفع دعوى ضد مصر بإسم "ترابين"،، بـ100 مليون دولار تعويض له،الجدير بالذكر بقى، انهم استشهدوا فى الرسالة دي، برأي الفقيه الدستوري المصرى اللي عايش في أمريكا، "محمد شريف بسيوني"،
الراجل دا أقر ببراءة "ترابين" بعد الإطلاع على الوثائق، وأكد إنه مش جاسوس ولا حاجة، وإن المخابرات العسكرية المصرية لفقت له التهمة الباطلة دي، ما قدرتش تقبض على أبوه "سليمان" أثناء الحرب..
"سليمان" اللي اتحاكم غيابيًا، ونفد بهروبه مع الجيش الإسرائيلي المنسحب،
من عقوبة السجن المؤبد لمدة 25 سنة مع الأشغال الشاقة، بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، وتعتبر قضية "عودة" دي تصفية حسابات قديمة، و"سليمان" كان له حوار على الموقع بيقول عن موضوع القبض على ابنه دا:- مش عايز جمايل من المصريين، أنا مواطن إسرائيلي وباطلب من الحكومة التدخل لحماية حقوقي.
المهم، قامت ثورة30 يونيو وأطاحت ب "محمد مرسي"، والدنيا في البلد اتلعبكت زي ما كلنا عاصرنا وشوفنا، و"عودة" مرمي في السجن بيقضي عقوبة الـ15 سنة اللي عليه، وفي أغسطس 2013م، نشر جرنال الأهرام موضوع مطول عنه، بعد إضرابه عن الأكل في سجن ليمان طرة،
واللي كان في نفس وقت إطلاق النار في وسط سينا، وقطع طريق من البدو، بعد ما عرضت إسرائيل الإفراج عن 22 واحد من ولادهم في مقابل الإفراج عن عودة والموضوع منشور على موقع بوابة الأهرام للي يحب يقراه بالكامل.
و"سليمان" أثار الرأي العام عندهم عشان يعاملوا "عودة" نفس معاملة الظابط "شاليط"،
وفعلًا بدأت مفاوضات طويلة بين الجانب المصري والجانب الاسرائيليي، وخلصت في 2015م، مع نهاية فترة عقوبته، ولكن المخابرات ما أفرجتش عنه، الا في صفقة تبادل مع مسجونين مصريين عندهم، وصل عددهم لـ77 مصري..