القضاء والقدر و وجوب الأخذ بالأسباب - ابن باز

  Рет қаралды 3,586

فتاوى عبد العزيز بن باز

فتاوى عبد العزيز بن باز

Күн бұрын

Пікірлер: 5
@user-ge1du8ut7j
@user-ge1du8ut7j 4 жыл бұрын
السؤال: تفسير قول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11] تتساءل أختنا عن هذه الآية فتقول: مع أن الله هو الذي خلق الأنفس وهو الذي يتحكم بتغييرها، فكيف يستطيع القوم أن يغيروا ما بأنفسهم ويغيروا ما كتب عليهم، أرجو من سماحة الشيخ عبد العزيز أن يتفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيرا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالله عز و جل هو مدبر الأمور وهو مصرف العباد كما يشاء سبحانه وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وهو سبحانه قد شرع لعباده الأسباب التي تقربهم منه وتسبب رحمته وإحسانه إليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه وحلول العقوبات بهم، ومع ذلك هم بهذا لا يخرجون عن قدره، هم بفعل الأسباب التي شرعها لهم والتي نهاهم عنها هم لا يخرجون بهذا عن قدره سبحانه، فالله أعطاهم عقولًا وأعطاهم أدوات وأعطاهم أسبابًا يستطيعون بها أن يتحكموا فيما يريدون من جلب خير أو دفع شر وهم بهذا لا يخرجون عن مشيئته، كما قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]. وقد سئل النبي ﷺ عن هذا، قالوا له: يا رسول الله! إذا كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10]، فهكذا قوله جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [الرعد:11]. فأمره نافذ عز و جل، لكنه جل وعلا يغير ما بالناس إذا غيروا، فإذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا إلى المعاصي غير الله حالهم من الطمأنينة والسعادة والخصب والرخاء إلى ضد ذلك بسبب معاصيهم وذنوبهم، وقد يملي لهم سبحانه، وقد يتركهم على حالهم استدراجًا ثم يأخذهم على غرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:42] ، وقال سبحانه: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام:44]. فالواجب الحذر، فعلى المؤمن أن يتقي الله، وأن يلزم الحق، وأن يستقيم عليه، وأن لا يحيد عنه إلى الباطل؛ فإنه متى حاد عنه إلى الباطل فقد تعرض لغضب الله أن يغير قلبه وأن يغير ما به من نعمة إلى جدب وقحط وفقر وحاجة، وهكذا بعد الصحة إلى مرض وهكذا بعد الأمن إلى خوف إلى غير ذلك بأسباب الذنوب والمعاصي. وهكذا العكس إذا كانوا في معاصي وشرور وانحراف ثم توجهوا إلى الحق وتابوا إلى الله ورجعوا إليه واستقاموا على دينه، فإن الله يغير ما بهم سبحانه من الخوف والفقر والاختلاف والتشاحن إلى أمن وعافية واستقامة وإلى رخاء وإلى محبة وإلى تعاون وإلى تقارب فضلاً منه وإحساناً تبارك و تعالى، ومن هذا قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الأنفال:53] . فالعبد عنده أسباب .. عنده عمل .. عنده إرادة .. عنده مشيئة ولكنه بذلك لا يخرج عن قدر الله تعالى، فالواجب عليه أن يستعمل ما استطاع من طاعة الله ورسوله، وأن يستقيم على ما أمره الله به، وأن يحذر ما نهى الله عنه، وأن يسأل ربه العون والتوفيق، والله سبحانه هو المتفضل وهو الموفق وهو الهادي جل وعلا، وله الفضل وله النعمة وله الإحسان تبارك و تعالى، في يده توفيق العباد، وبيده هدايتهم، وبيده إضلالهم، يهدي من يشاء، ويضل من يشاء عز و جل. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم، لعل الموضوع يحتاج إلى إعادة ملخصة شيخ عبد العزيز ، فالموضوع له.. الشيخ: الحاصل أن العبد له أسباب، العبد عنده أسباب والله أعطاه أدوات وعقلًا يعرف بها الضار والنافع والخير والشر، فإذا استعمل عقله وأسبابه في الخير جازاه الله على ذلك بالخير العظيم، وأدر عليه نعمه، وجعله في نعمة وعافية بعدما كان في سوء وشر بمعاصيه الأولى، فإذا تاب إلى الله وأناب واستقام فالله جل وعلا من جوده وكرمه يغير حاله السيئة إلى حالة حسنة، وهكذا العكس إذا كان العبد على طاعة واستقامة وهدى ثم انحرف وحاد عن الطريق وتابع الهوى والشيطان، فالله سبحانه قد يعاجله بالعقوبة، وقد يغير عليه وقد يمهله سبحانه و تعالى، فينبغي أن يحذر وينبغي أن لا يغتر بإمهال الله إذا أمهله سبحانه و تعالى. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
@لاإلهإلااللهسبحاناللهبحمده-ت8ص
@لاإلهإلااللهسبحاناللهبحمده-ت8ص Жыл бұрын
سبحان الله وبحمده سبحان العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته..
@nafaahmidi5691
@nafaahmidi5691 9 ай бұрын
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ❤️💙
@donadona732
@donadona732 2 жыл бұрын
عندي مشكلة انا محبوسة في لبيت اهلي لايسمحون لي باخروج وانا اعاني من مرض واهلي لم يعالجونني اجلس لا اقدر علا فعل شيى واقول سأشفى اندما يأذن لي الله انا لا يمكنني اخذ بالاسباب كيف اتصرف
@donadona732
@donadona732 2 жыл бұрын
عندي مشكلة انا محبوسة في لبيت اهلي لايسمحون لي باخروج وانا اعاني من مرض واهلي لم يعالجونني اجلس لا اقدر علا فعل شيى واقول سأشفى اندما يأذن لي الله انا لا يمكنني اخذ بالاسباب كيف اتصرف
لا تهرف بما لا تعرف يا (دكتور) حميد عبد الله  !
26:40
مؤيد عبد القادر
Рет қаралды 1,7 М.
-5+3은 뭔가요? 📚 #shorts
0:19
5 분 Tricks
Рет қаралды 13 МЛН
Жездуха 41-серия
36:26
Million Show
Рет қаралды 5 МЛН
1544- قصة البخيل صاحب الملايين 😂
20:35
حلو الكلام ابو فهد
Рет қаралды 2 М.
الجامع للقراءات العشر ||الحلقة (185) سورة الرعد (الآيات1 - 6) - الشيخ حسن السكندري
22:24
سنن عظيمة ينبغي للمؤمن العناية بها - الشيخ عبد العزيز بن باز
8:24
تفسير الوصايا العشر في سورة الأنعام
22:41
نورالحق إبراهيم
Рет қаралды 192
-5+3은 뭔가요? 📚 #shorts
0:19
5 분 Tricks
Рет қаралды 13 МЛН