Рет қаралды 24,208
نبذة عن خطيب وشاعر البحرين الكبير الملا عطية الجمري
الملا عطية بن علي بن عبد الرسول الجمري (20 جمادى الأولى 1337 هـ / 1899م - 30 شوال 1401 هـ / 30 أغسطس 1981م)
هو الخطيب الشاعر الملا عطية بن علي بن عبد الرسول بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن مكي بن الشيخ سليمان البحراني الجمري، نسبة إلى قرية بني جمرة، و هي قرية كبيرة تقع في القرن الغربي الشمالي من مملكة البحرين، و هي مسكن معظم أبناء هذه الأسرة،
نشأ في كنف والده الذي كان يمتهن التجارة حتى بلغ العاشرة من عمره، ارتحل والده بالأهل إلى مدينة المُحَمّرَة ، وكانت زاخرة حينئذ بالعلماء والأدباء والخطباء فانخرط في هذا المجال.
شاعريته:
كان رحمه الله سريع البديهة حاضر القافية، و إذا نعى أقرح الأكباد و ألهب الأفئدة، فيسرق الدمعة و يحيي الوقعة في أوجز قافية و أحلاها، و يستعير أفضل الألفاظ لأحسن المعاني ليُكون جمرةً سريعة النفوذ إلى النفوس عظيمة التأثير على القلوب و بالتالي فهي سهلة الحفظ. اشتهر بالكتابة على الوزن الفائزي الذي أخذه عن الملا علي بن فايز الأحسائي مولدًا البحراني مسكنـًا ، لكن كتابته لم تكن تقتصر على ذلك بل كان يكتب بمختلف الأوزان ، وكثير من أشعاره محفوظة في الأذهان وتقرأ على المنابر.
خطابته و سفراته:
ابتدأ شاعرنا مسيرته المنبرية مستقلاً عام 1330هـ، و كانت انطلاقته في المحمرة، زاول فيها الخطابة لمدة ثماني سنين، ثم زاولها في البحرين و في أطرافها و نواحيها كالقطيف و الإحساء و الكويت، و سافر إلى الهند و إيران، و تشرف بالحج إلى بيت الله الحرام عام 1367هـ، و كان جل قراءته أيام المحرم في البناية الحسينية الموسومة بحسينية الحاج أحمد بن ناصر، و كان بدء خطابته فيها عام 1346هـ، و المأتم يعرف اليوم باسم (مأتم بن زبر).
و كان متميزاً في أدائه المنبري، يدفعه إلى التميز إخلاصه في الخدمة، فكان يواكب الزمن في أسلوبه و طرحه، فهو بحق مجدد المنبر الحسيني على مستوى الخليج، و لا يكاد يفارق النهج الذي رسمه أهل البيت عليهم السلام لرسالة المنبر، فإذا استمعت إليه تشعر أن بغيته الأولى و الأخيرة استدرار الدموع و الإنشاد رغم تناوله المواضيع التاريخية و العلمية المختلفة، فإنه يعرضها بكيفية يمهد فيها إلى الرثاء، فهو لا شك خطيب مثالي مقبول عند آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
و كان رحمه الله -على رغم مكانته و فضله- لا يترفع عن الحضور في مجالس الصغار الخطباء أو المبتدئين منهم تواضعاً منه و علواً في نفسه، و كان يقول إذا قيل له في ذلك: لا يخلو حضوري من فائدة، إما أن أكتسب علماً، أو أرى مواطن الأخطاء فأتجنبها.
أولاده:
و هم ثمانية، وهم:
- الملا يوسف والملا محمد صالح والشيخ عبد المحسن وجعفر وعبدالكريم وحسين وملا محمد رضا وملا عباس وأربع بنات ثلاث منهن شاعرات
وفاته:
عندما مرض شاعرنا مرضه الذي توفي فيه عقد عزمه على السفر للعلاج، و قد استخار الله على المضي للهند فخرجت الخيرة بالنهي، ثم استخار على مصر فجاءت بالإيجاب، و كان رحمه الله قد شغله حاله عن نظم شيء في حق علي الأكبر، فرأى خطيبنا في موضع قبره الآن علي بن الحسين في منامه يقول له: إن والدي الحسين يبلغك السلام، فاستيقظ ملا عطية و قد أوّلها بأن الأكبر يطلب منه لطمية في شانه، فنظم:
انـﮕـطع ﮔـللبي يَبويه من شفت حالتك امعلّـﮓ بالفرس متـﮕـطّعه اوصالك
و ظن الملا بأنه قد بلغ مراد الأكبر عليه السلام، إلا أنه رآه مرة ثانية في نفس المكان يقول له العبارة نفسها: إن والدي الحسين يبلغك السلام، فاستيقظ و نظم:
محتضن يبني مهرتـــــك و الـﮕـوم كلها حاطتك
تاليـها متوزّع طحــــت تشعب اﮔـلليبي ابونتك
ثم رآه مرة ثالثة في الموضع نفسه يقول له: إن والدي الحسين يبلغك السلام و يقول لك أنه يريد أن يراك في هند. فاستيقظ رحمه الله من نومه عازماً على السفر لبلاد الهند، و هناك توجه لسيد الشهداء و أنشده هذه الأبيات:
إجيت الهند ﮔـــاصد لك وعاني أﮔـاسي من الألم شدّه و أعاني
ترى الغيرك مهو ﮔــصدي وعاني الهند و كربلا عندك سويهّ
و الجدير بالذكر أن شاعرنا قد تحسن حاله و قد تماثل للشفاء، فعقد و من معه العزم على الرجوع للبحرين، و لكن فجأة انخفض ضغط الدم لديه و كانت في القاضية، ليعرف الجميع أن الحسين اشتاق خادمه المخلص فأراده إلى جواره و ما كان شيء ليحول دون هذه الإرادة.
فتوفي شاعرنا على فراشه الذي كان ينظم عليه آخر أبيات الجمرات إلى ما قبل ساعة احتضاره -كما يروي فضيلة الشيخ عبد الأمير الجمري عافاه الله- بل توفي على منبره الذي قرأ عليه مجلسه الأخير قبل موته بساعات.
يقول ابنه عبد الكريم (و هو أحد مرافقيه): جلس على فراشه الذي توفي عليه في آخر يوم من حياته و كان يوم الجمعة، فأراد منا جميعاً نحن المرافقين الاستماع إليه و قال لنا: اليوم يُعقد مجلسي الحسيني الأسبوعي في داري بالبحرين، و أنا أعقده هنا في الهند. فقرأ مجلساً مختصراً قرأ فيه مصيبة الزهراء و راح يُنشد قصيدته:
أم الحسن طلعت تدافع عن ابو حسين املبب يـﮕـودونه و بس ايدير بالعين
و هكذا فقد شاء الله تعالى أن يُعقد مجلس سيد الشهداء في مشفى بأرض الهند على يد شيخ المنابر و أستاذ الخطباء و الشعراء، لتُطوى به صفحة صاحب الجمرات الذي نذر عمره لخدمة سيد الشهداء (صلوات الله عليه)
لقد طوت الأقدار صفحة شاعرنا و أجابت روحه نداء باريها لتنعم بجوار سادته و أوليائه، و ذلك يوم الجمعة ليلة السبت في الثلاثين من شهر شوال لعام 1401هـ في بومباي بالهند في رحلة علاجية، و دوّى خبر وفاته في الأقطار، و هرع المحبون و العلماء و الأدباء للتعزية و المواساة و إظهار الحزن و الحسرة على غياب طود من أطواد المنبر في بلاد الخليج، فأقيمت له مجالس التأبين و ألقيت لأجله الخطب الجليلة و الكلمات الساخنة و المراثي الحزينة، و شارك في رثائه من قريب و بعيد جملة كبيرة من الفضلاء و الشعراء.
من كلماته:
إني سأظل ما مشى ظلي على وجه الأرض مستغل الفرصة متى سمع لي بها الزمان، أملأها خدمة لأهل بيت النبوة ...