🔥القيامة موعد الكفار والإنتقام الإلهي الحقيقي في يوم القيامة لأن العذاب مستمر و لا يتوقف🔥

🔥القيامة موعد الكفار والإنتقام الإلهي الحقيقي في يوم القيامة لأن العذاب مستمر و لا يتوقف🔥
(بل الساعة موعدهم ) :
إن أولئك الذين قتلوا من المشركين ، قد يتصور البعض أنهم بلغوا نهايتهم ، ونالوا جزاءهم ، والإنتقام منهم بمجرد قتلهم وموتهم ، كلا فلا يخالن أحد أنهم بنيل حتفهم قد بلغوا جزاءهم ، إن هذا الذي ذاقوه وأنهى حياتهم الدنيا ، إنما هو قليل وصغير جداً ، بالنسبة لما ينتظرهم يوم غد في القيامة فهذا الذي لاقوه من القتل والأسر ، إنما هو عينة صغيرة من عذابهم الذي وعدوا به يوم القيامة
البعض من المفسرين يعطف الضمير ( هم )
(في كلمة موعدهم) ويرجعه على ما سبق أي جمع الأقوام السابقين أي أقوام نوح وعاد وثمود ولوط وفرعون ، وكذلك مشركي قريش ، وربما كل العصاة والكفرة والمشركين والمنافقين على مر العصور والدهور ، حتى يوم القيامة ، فالقيامة موعدهم أجمعين
إن منتهى درجات النقمة والإنتقام في الدنيا هو القتل والهلاك ، وهذا الأخير لا يعد شيئاً من العقوبة في الحقيقة إزاء أعمالهم المنكرة وشركهم ، ومعاصيهم وجرائمهم ، فمحل الإنتقام الحقيقي هو أنهم لا يموتون مهما عذبوا ، بل يبقون معذبين في آلام وجزع وحسرات ومرارة وعذاب أليم ،
ذلك العذاب الذي تستبدل به جلودهم ولحومهم كلما زالت من العذاب ، وذلك ما جاء في صريح القرآن المجيد : { إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِیهِمۡ نَارࣰا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَـٰهُمۡ جُلُودًا غَیۡرَهَا لِیَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِیزًا حَكِیمࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: الآية٥٦]
بالطبع سيعطون أجساماً خشنة قاسية لها قابلية تتحمل هذا العذاب ، لكن الإحساس يظل عذاباً بالنسبة للكافر أي ليس ذلك أنه يتعود على العذاب ، ولم يعد شيئاً بالنسبة له ، كلا ، بل يبقى يُحسّه عذاباً أليماً ومعاناة مريرة لاذعة ، نعم ستكون أجسامهم قاسية عليهم ، كما هي قلوبهم في الدنيا ، من حيث قساوتها ، ففي عالمنا تشبه الأشياء القاسية الخشنة بالصخر والحجارة ، فقلب الكافر أشد قسوة من الحجر ، وفي ذلك يقول تعالى : { ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ:الآية ٧٤]
أما قلوب الكفار فإنها لا تهتز ، ولا تتأثر أدنى تأثير لآيات الله ولرؤية آثار ودلائل العظمة الإلهية فضلاً عن أن تتغير وتتبدل
ولقد بلغت القسوة لدى قلوب البعض ما جعلهم لا يأبهون ولا يتأثرون ،
ولو أن الموتى نهضوا من قبورهم وحدثوهم بما جرى عليهم في ذلك العالم الذي رحلوا إليه وأنهم بقسوتهم وعنادهم هذا إن لم يكن لهم مصلحة من ورائه ، فإنه يكون لمجرد تسديد الأذى للمؤمنين ومضايقتهم .
إن الله سبحانه لا يبتلي الكافر ، ولا يُعرّضه للمحن ، بل إذا اتفق أن يكون شيء من البلاء ، فإنه في أغلب الأحيان يكون من نصيب المؤمن ، فالمؤمن مبتلى وأقل بلاءه أن يرى الكافر متمتعاً في هذه الدنيا ، لا يمسه سوء ولا نصب لذلك ، فإن الله سبحانه جعل عقوبة الكافر تأتيه أحياناً في هذه الدنيا كنموذج للعقوبة والعذاب الأخروي الأبدي وفي هذا المعنى يقول الله تعالى في
سورة الزخرف
{ وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ لَّجَعَلۡنَا لِمَن یَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ لِبُیُوتِهِمۡ سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ عَلَیۡهَا یَظۡهَرُونَ (٣٣) وَلِبُیُوتِهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا وَسُرُرًا عَلَیۡهَا یَتَّكِـُٔونَ (٣٤) وَزُخۡرُفࣰاۚ وَإِن كُلُّ ذَ ٰ⁠لِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِینَ (٣٥) }
[سُورَةُ الزُّخۡرُفِ: الآيات ٣٣-٣٥]
إذن فطبقاً لهذا المعنى ، فإن الدنيا ليست بمحل الإنتقام من الكفار والظالمين ، وإن إتفق أن واجهوا البلايا والمحن والصعاب والعقوبات ، فذلك نموذج بسيط وهين من العذاب ، إنما أصل العذاب في الآخرة .
🔥(عذاب القيامة أشد ) :
وهنا ينتقل السياق ليتحدث عن عذاب القيامة فيقول تعالى :
🔥(والساعة أدهى وأمر ) .
إن كل شيء مفزع لا يمكن الفرار والنجاة منه يقال عنه بأنه أمر ( داهي ) ، وأدهى هو إسم التفضيل فيكون المقصود به إن كل عذاب شديد
وعجيب وغير إعتيادي ، ولا يمكن تصور الخلاص والنجاة منه يمكن أن يقع في
هذه الدنيا ، فإن عذاب الآخرة أشد من ذلك وأقسى ، بل إن من يبتلي بعذاب الآخرة ، فإن أشد عذاب في الدنيا سيهون عليه ، وربما يضمحل أمام عذاب الآخرة ، ولا يكاد يذكر ، ولتقريب الصورة نقول : إن الذي تلدغه الأفعى تهون عنده لسعة البعوض .
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🔥القيامة موعد الكفار و...